الإمام محمد الباقر (ع) ـ بقلم الشيخ حسين عليان ـ للمرحلة المتوسطة
مكان وتاريخ الولادة : المدينة المنورة 1رجب 57 هـ أو 3 صفر من نفس العام . اسم الأم : فاطمة ابنة الحسن (ع) تاريخ ومحل الدفن :7 ذي الحجة 114 البقيع
بدأ الإمام محمد الباقر(ع) بعمله كإمامٍ مسؤول عن حفظ الشريعة وتبليغ أحكامها وارشاد المسلمين الى خير القول والعمل في عهد سليمان بن عبد الملك ، وقد كان هذا الأخير طول فترة حكمه مشغولاً بمشاكله وصراعه مع أسرة الحجاج بن يوسف ، والتي كانت السلطة بيدها في زمن أخيه الوليد بن عبد الملك .
هذا الصراع بين أهل الحكم وغيرهم ساعد الإمام الباقر (ع) على التحرك في توجيه الناس نحو المسار الصحيح وإبعادها عن طريق الضلال .
ولعل العامل الأهم الذي ساهم في نجاح الإمام الباقر (ع) بدوره هو وصول عمر بن عبد العزيز إلى السلطة والذي اتسمت مواقفه بالإيجابية والإنصاف تجاه أهل البيت (ع) ، فقد أرجع أرض فدك إلى أصحابها من آل رسول الله (ص) ومنع الأذى عن أهل البيت وأصحابهم ومحبيهم .
بعد عمر بن عبد العزيز تولى الأمر يزيد بن عبد الملك الذي انصرف إلى حياة الترف متلهياً بملذات الدنيا .
ـ علاقة الإمام الباقر (ع) بالسلطة :
كان الإمام الباقر (ع) يعمل في تعاطيه مع الحكام بمبدأ التوجيه والإرشاد ، فيقدم لهم النصائح التي من شأنها تحويل مسار الحاكم عن الإنحراف الذي يضر بمصلحة الدين والأمة ،وهذه السياسة التربوية الرائدة التي اتبعها الإمام الباقر (ع) سمحت له بالإستمرار في تعبئة المسلمين وبناء الكادر العلمائي الذي حمله مسؤولية تبليغ الرسالة وتحقيق أهدافها بصدقٍ وأمانة .
وقد كان من نتائج هذه الحركة التربوية البناءة تخريج مجموعة من الكوادر الذين حملوا الحديث واصبحوا معتمدين كرواة ثقة ومن هؤلاء : زرارة بن أعين – محمد بن مسلم الثقفي – جابر بن يزيد الجعفي …
ـ نتائج الدور الثقافي:
أدى العمل الثقافي المنظم الذي قاده الإمام الباقر (ع) إلى نتائج يمكن وصفها بالممتازة حيث تمكن من خلال دوره التوجيهي بالإضافة إلى بناء العلماء أن ينتزع موقعه الطبيعي كأعلى مرجعية دينية في الأمة ، فصار طلاب العلوم يأتون إليه ليستفتونه بمعضلات المسائل بعد أن كانت السلطة الحاكمة عبر زمن طويل تعمل بكل جهدها لتعطيل هذا الدور للأئمة (ع) .
ـ السلطة تحاصر الإمام الباقر (ع) :
سياسة الضغط والإرهاب التي كانت تمارس على الأئمة (ع) لم يفلت منها الإمام
الباقر (ع) فقد أعاد هشام بن عبد الملك دور سياسة الإرهاب والمضايقة والتنكيل
وهذا التوجه لهشام أدى إلى قيام عدة ثورات مناهضة للنظام الحاكم ، كما أقدم هشام على ملاحقة تلامذة الإمام الباقر (ع) لمنعهم من التحرك، وبالتالي لم يكتفِ بكل هذه المضايقات والجرائم فأقدم على اعتقال الإمام الباقر (ع) وأبعده عن عاصمة جده رسول الله (ص) ووضعه في أحد سجون دمشق ، ولم يهدأ بال هشام حتى أقدم في نهاية الأمر على قتل الإمام الباقر (ع) بواسطة السم .