لم يولد رغم شدة الطلق / بقلم الشيخ حسين عليان
أثبتت التجارب أن عملية التغيير في لبنان فشلت في محاولتي الطامحين إليه بحسب الظاهر والذين رفعوا شعاره من السياسين أو من الشعب الذي لم يتمكن في تاريخ لبنان أن يسقط ولو وزيراً واحداً من منصبه فضلاً عن إسقاط حكومة بكاملها .
وأيضاً لم يتمكن الشعب اللبناني أن ينتج مجلساً نيابياً يقع محلاً لطموحه الذي يظهره في مفاصل الألم المعيشي وهاجسه الأمني والخدماتي .
وعلى مدى العقود التي مرت من عمر لبنان الدولة لم يتمكن الشعب ولا سلطته الخروج من كهف المحاصصة المذهبية والتترس خلف الشعار الديني والتقسيم الطائفي سواء في المؤسسات الرسمية أو الأهلية فنشأت الجمعيات والأحزاب من سنخ المشكلة القائمة .
وبناء على ما تقدم أنا كمواطن لبناني قرأ وعاش حال هذا الوطن لا أرى في الأفق أملاً في التغيير والإصلاح حتى ولو بلغ عدد المتظاهرين ضد الأمر الواقع مهما بلغ وإن كانت هذه الحاله تدغدغ مشاعر المظلومين والمحرومين والفقراء والمحتاجين إلا أنها لن تغير في الواقع المسبب لولادة الفساد شيئاً .
فإذا كان هذا هو الحال قد يسأل سائل إذاً ما الحل هل نسكت ؟
وهل المطلوب أن نستسلم للأمر الواقع ونرضى به كما نرضى بالقضاء والقدر ؟
والجواب : طبعاً لا ولكن وضع المفتاح بعيداً عن القفل لا يساعد مطلقاً على فتح الباب نحن في هذا الموقع نحتاج إلى جرأة أبسط بكثير من المواجهة في الشارع وإلى حركة لا تحتاج إلى متطلبات تنظيمية ومادية نحتاج الى حركة تنبثق عن الوعي وإيقاظ الضمير في نفوسنا فإذا تمكنا من إصلاح ذواتنا وأدركنا كذبة اللغة المذهبية والطائفية هان علينا أن ننتج سلطة جديرة بتحمل المسؤولية وتحقيق مطالب الشعب وهذا يحصل بورقة تضعها في صندوق الإقتراع ليس فيها استجابة لمشاعرك الحزبية والطائفية وهذا الأمر لا يكلف أكثر من وعي وجرأة تمارسها بالسر خلف الستار .
فإذا كنا على استعداد لنفعل ذلك يعني أننا مقبلون على التغيير وأما إن لم نحاسب بمثل هذه الطريقة فالمسألة برأي لا تتعدى حدود الجعجعة بلا طحين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الشيخ حسين عليان 29 تشرين الأول 2015م