الإمام علي بن الحسين (ع) بقلم الشيخ حسين عليان ـ للمرحلة المتوسطة
تاريخ ومحل الولادة : المدينة المنورة 5 شعبان 38هـ
اسم الأم : شاه زنان ـ تاريخ الوفاة : 25 محرم 95هـ مكان الدفن : البقيع
عاش الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) أصعب الظروف التي مرت على أهل البيت ، فقد كان شاهداً على المجزرة التي إرتكبها الأمويون بحق أبيه وأهل بيته وأصحابه وكان واحداً من الأسرى الذين عذبوا وظلموا على أيدي المجموعات المسلحة التابعة للنظام الحاكم .
بعد المحنة الكربلائية كان بانتظار الإما علي بن الحسين (ع) المواجهة المباشرة مع النظام الأموي الحاكم في ظرفٍ كان القتل فيه حديثاً يوميا ً.
ـ دور الإمام علي بن الحسين (ع) في توعية الأمة :
أخذ الإمام علي بن الحسين (ع) دوراً مهماً في توعية الأمة وتحريك مشاعرها من خلال الأدعية التي كان يضمنها بيانات التعبئة ضد السلوك الإجرامي للنظام الحاكم والذي كان يحاول تبرير جرائمه التعسوفية .
ومن جهة ثانية كان الإمام زين العابدين (ع) يعمل على تأسيس نواة المجتمع الإسلامي التي سيقع على عاتقها الحفاظ على وديعة رسول الله (ص) في الأمة وهنا نحاول أن نبين مسألة مهمة وهي التصور الخاطىء والإنطباع العكسي لدور الإمام علي بن الحسين (ع) فيذكر عدد من المؤرخين أن الأئمة (ع) بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) انصرفوا عن العمل السياسي وتفرغوا للعبادة والإنقطاع عن الدنيا ولعل هذا التصور ناتج عن عدم قيام الأئمة (ع) بالدور المسلح ، وفي هذا الجانب يجب أن لا يخفى أن الأئمة (ع) كانوا ينظرون إلى عملية الإصلاح والتغيير من خلال قاعدة شعبية تؤمن برسالية التغيير في المجتمع وبمعزل عن ذلك لا يمكن أن تتم هذه العملية والإمام علي بن الحسين (ع) كان يفتقد تلك القواعد المؤيدة والمساندة له بوعي وإخلاص .
وإننا نجد أن فكرة الإمام زين العابدين (ع) في التركيز على بناء الكادر والقاعدة نتج عنه حفظ موقع الإمامة كمرجعية عليا في الأمة ولم تتمكن السلطة الحاكمة من إلغائها ولعل قصيدة الفرزدق في الإمام زين العابدين تكشف عن استمرار وهج الإمامة كزعامة ومرجعية دينية وفكرية للمسلمين ، بالإضافة إلى كثير من الأحداث التي نكتشف من خلالها أن الإمام زين العابدين (ع)لم يعتزل العمل السياسي وإنما استفاد من التجربة الكربلائية وتفاعل الناس معها ولذلك كانت حركته دقيقة ومدروسة ببعدها وأهدافها .
موقف الإمام من الحركات المسلحة :
لم يقف الإمام زين العابدين (ع) موقفاً سلبياً بالمطلق من الحركات المسلحة التي شعر قادتها بالندم بعدما تخلوا عن نصرة الإمام الحسين (ع) وحاولوا أن يعوضوا من خلال ثورات قاموا بها ضد الأمويين كثورة المختار الثقفي على سبيل المثال .
شهادة الإمام السجاد (ع):
السلطة الحاكمة لم تدع الإمام زين العابدين (ع) يمارس دوره من غير مضايقة وملاحقة فقرر الوليد بن عبد الملك تصفيته وأوكل تنفيذ هذا القراره الحاقد لأخيه سليمان الذي نفذ جريمته بواسطة السم .