[rtl]صورة الله في ذهن الطفل مرتبطة بثقافة المربي[/rtl]
[rtl]أظهرت الدراسات التي أجريت في مراقبة النمو الفكري عند الطفل إلى أنه يبدأ بعملية التمييز بشكل تدريجي بدءاً من تفاعله مع أمه التي تقع في أول طريق تمييزه وينجذب إتجاهها لأنه يدرك أنها مصدر قوته وحمايته .[/rtl]
[rtl]هذه النظرة تسري بشكل فعلي إلى الأب في مطلع السنة الثالثة من عمره ، وفي هذه المرحلة يعتقد الطفل أن أباه على كل شيء قدير ، والمفروض أن يؤمن له كل ما يحتاج إليه من مأكل وملبس وكافة إحتياجاته ويدافع عنه ويحميه من كل أذى مهما كان نوعه وشكله .[/rtl]
[rtl]وفي موازاة ذلك ومع تقدم نموه الفكري واتساع أفق خياله يبدأ بإستحضار صور في جديدة لقوة خارقة تتجاوز قوة أبويه وهذا الأمر يبدو ظاهراً من خلال تصرفاته وتساؤلاته العفوية والتي تبلغ في بعض الأحيان حد التعقيد الذي يحير المسؤول عن الإجابة المقنعة والمرضية لهذا الطفل[/rtl]
[rtl]هذه الحالة تتمحور سلباً وإيجاباً بحسب ثقافة البيئة والمحيط الذي يربى فيه الطفل ويتفاعل مع تلك الثقافة التي يتلقاها بسرعة هائلة وذلك نتيجة الإستعداد الفطري لديه ، وهنا نواجه نوعين من أنواع التربية التي يرسم الطفل من خلالهما صورة الله تعالى ..[/rtl]
[rtl]1 - الإرشاد والتوجيه الإيجابي :[/rtl]
[rtl]يقوم هذا النوع من التربية على أساس ترسيخ فكرة التحفيز والتشجيع وتفجير الطاقات والمواهب عند الطفل وزرع بزور المحبة في نفسه وهذا السلوك التربوي يساهم مساهمة كبيرة في بناء الشخصية القوية لديه .[/rtl]
[rtl]وهي ثقافة تجعله يرسم في خياله صورة المحبة عن الله تعالى فيراه مصدر قوته ونجاحه الى حد صناعة الشيء الذي يرغب به ويحبه .[/rtl]
[rtl]2 - ثقافة التخويف :[/rtl]
[rtl]وهي أسلوب تربوي خاطئ يعتمده بعض المربين للتمكن من السيطرة السريعة على الطفل ومحاصرة طاقته وعنفوانه فرسمون في خياله صورا كثيرة من الخوف والرعب بما في ذلك تصويرا مرعبا عما يمكن أن يفعله به الله على تقدير عدم تلبية ما يأمرونه به في الوقت الذي لم يبلغ هذا الطفل مرحلة الوعي والقدرة على التمييز في هذا المقام .[/rtl]
[rtl]هذا السلوك التربوي يؤدي الى رسم الطفل صورة سلبية عن الله عز وجل ، ويصل إلى حد تصوره أن الله ذو هيئة مرعبة ومخيفة على شاكلة الوحوش المفترسة وغيرها من الصور التي تندرج في هذا الإطار السلبي .[/rtl]
[rtl]وهنا نلفت عناية الأهل إلى أن كل صورة يرسمها الطفل في ذهنه على إختلاف هيئتها وشكلها هي ناتجة عن نوع الثقافة التي تلقاها في محيطه وبيئته عن الله .[/rtl]
[rtl]إن رغبة الأهل في الحصول على طاعة سريعة من طفلهم يقودهم في الغالب الى مثل هذا النوع من التربية من غير إنتباه الى ما يمكن أن ينتج عن هذه الطريقة من سلبيات ثقافية في المرتكز الذهني للطفل ومردود خطير على نفسيته وانعكاس كل ذلك على شخصيته وسلوكه في المستقبل .[/rtl]