الإمام الحسين (ع) ـ بقلم الشيخ حسين عليان ـ للمرحلة المتوسطة
مكان الولادة : المدينة المنورة ـ تاريخ الولادة : 3/شعبان /4هـ اسم الأب ـ علي بن أبي طالب ـ اسم الأم : فاطمة الزهراء ـ تاريخ الإستشهاد : 10 /محرم/61هـ ـ مكان الدفن : كربلأ في العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاصر الإمام الحسين عليه السلام والده في أحلك وأصعب الظروف التي كان يمر بها خصوصاً بعد تسلمه الحكم في ظروف معقدة بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، وما تعرض له بعد ذلك من أزمات عصفت بجسم الدولة ، وكان أبرز تلك الأزمات عصيان معاوية في الشام ومخالفته التشريع الإسلامي واستخدام المكر والدهاء في سبيل حفظ موقعه في الحكم .
مضافاً الى كل ذلك الحروب التي وقعت مع الحركات الإنفصالية كمعركة صفين والجمل ، وقد انتهت هذه المرحلة بأصعب محنة ألا وهي استشهاد الإمام علي عليه السلام بعدما ضربه أشقى الأشقياء عبد الرحمان بن ملجم بالسيف على رأسه وهو يصلي صلاة الفجر في المسجد .
رافق الإمام الحسين أخاه الإمام الحسن عليهما السلام في مواجهة الأحداث التي حصلت بعد استشهاد أبيهم في ظل التعسف الذي كان يمارسه معاوية الذي أقدم على أبشع جريمة عدوانية حيث أغرى زوجة الإمام الحسن عليه السلام فوضعت السم في طعام زوجها مما أدى الى وفاته .
ـ الإمام الحسين (ع) في مواجهة الأحداث :
تولى يزيد بن معاوية الخلافة بعد موت أبيه وأراد شرعنة سلطته بفتوى تصدر عن الإمام الحسين (ع) ، إلا أن الإمام الحسين (ع) رفض مبايعة يزيد لأنه لا يصلح لأن يكون خليفة للمسلمين ، فهو أي يزيد يشرب الخمر ويقتل الأبرياء بغير حق ولا يمتلك المؤهلات التي تخوله لهذا المنصب الرسالي.
هذا الموقف للإمام الحسين (ع) لم يواجه بالرضا والقبول من يزيد الذي أراد الحصول على البيعة بالسلم أو الحرب .
الإمام الحسين (ع) أعلن موقفه الواضح والصريح من هذه القضية بالبيان الصادر عنه: "يزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله ".
ـ الإمام الحسين يعلن الثورة :
أهم أدوات الثورة مبايعة جماهير الكوفة للإمام الحسين (ع) قائداً منقذاً ومخلصاً من الواقع المرير الذي يعيشونه في ظل الظلم والفساد الذي كان يمارسه النظام الحاكم ، فكانت الرسائل تصل إلى الإمام (ع) من الكوفة موقعة باسم العشرات والمئات من الناس الذين يطلبون من الإمام الحسين عليه السلام أن يأتي إليهم قائداً منقذاً ومخلصاً لهم من الظلم والجور .
ورداً على هذه الرسائل أرسل الإمام الحسين (ع) لهؤلأ مسلم بن عقيل حتى يأخذ منهم البيعة تمهيداً لقدومه إليهم .
خروج الإمام باتجاه الكوفة :
اتجه الإمام الحسين (ع) نحو الكوفة ومعه الأهل والأصحاب ، وفي طريقه وقبل وصوله بمسافة يصل الخبر إليه بأن الكوفة قد تغير واقع أهلها وأن مسلم بن عقيل قد اعتقل وقتل وأن الناس تراجعت عن موقفها بعدما دخل إليها عُبيد الله بن زياد وأمسك بزمام السلطة وهدد بالقتل كل من يبقى على مبايعته للإمام الحسين (ع) .
في هذا الوقت كان عبيد الله بن زياد قد أرسل فرقاً مسلحة بقيادة الحر الرياحي لمحاصرة الإمام الحسين (ع) في أرض كربلاء أوائل شهر محرم سنة 61 هجرية .
بدأ الإمام (ع) يفاوض النظام على حلٍ مقبول ومعقول ، إلا أن النظام وضع الإمام
بين خيارين الموت أو المبايعة .
أعلن الإمام الحسين (ع) موقفه الحاسم وهو المواجهة حتى ولو أدى ذلك إلى الإستشهاد الذي بات محسوماً إزاء هذه التطورات .
صبيحة العاشر من المحرم ظهرت الإستعدادات واضحة للحرب ، التي وقعت في اليوم نفسه فسقط الإمام وأهل بيته من الرجال وأصحابه وكثير من الأطفال شهداء وبذلك يكون النظام الأموي قد ارتكب أفظع وأبشع مجزرة في التاريخ الإسلامي .
لم يكتفِ النظام بالقتل فأقدم على التمثيل بأجساد الشهداء وأخذ من بقي على قيد الحياة أسرى وسبايا إلى الشام .