الإمام الحسن العسكري (ع)
ـ بقلم الشيخ حسين عليان ـ للمرحلة المتوسطة
أمضى الإمام الحسن(ع) الشطر الأول من حياته مع والده الإمام علي الهادي (ع) فتتلمذ على يديه وواكبه في جميع نشاطاته ، وتحمل معه معاناة الصبر والصمود بوجه مضايقات السلطة الحاكمة وممارستها التعسفية
في زمن الإمام الحسن العسكري (ع) حدثت ظروف وملابسات ضعفت معها السلطة العباسية إلى درجة مكّنت الموالي والأتراك من السيطرة على مقاليد الحكم ، وفي هذه الأجواء والتطورات كان من المتوقع أن يخف الضغط والإرهاب عن الإمام العسكري (ع) وأصحابه لكن هذا لم يحصل بل إزدادت موجة الإرهاب والضغط وبلغت أعلى مراتبها على يد المعتمد العباسي مضافاً إلى قيام المتوكل العباسي بحبس الإمام الحسن العسكري (ع) .
ـ الإمام الحسن العسكري (ع) في مواجهة الأحداث :
لم يكن الإمام الحسن العسكري (ع) جزءاً من الحركات المسلحة التي قامت ضد السلطة الحاكمة كثورة الزنج مع أن الحرب بين الزنج والدولة العباسية بحسب المقاييس السياسية ترجع لمصلحة الإمام العسكري (ع) ولكن بحسب مبادئ الدين كان يعتبر أن وقوفه مع الزنج يعبر عن الرضى بأفعالهم العدوانية من قتل ونهب وسبي وغيرها من الأعمال الإجرامية ..
ـ الإمام العسكري (ع) والدور التعلمي :
تمثلت مواقف الإمام الحسن العسكري (ع) بردودٍ قويةٍ على دفع الشبهات الإلحادية وإظهار الحق بأسلوب الحوار والمناقشات الموضوعية وكان يتبع هذا الدور نشاطاً آخر ، يتمثل بإصدار البيانات العلمية وتأليف الكتب ونحو ذلك ، وبهذا تمكن الإمام العسكري (ع) من تزويد الخزان الفكري للأمة بما تحتاج إليه من مسائل دينية وعقائدية وغيرها في مواجهة تيارات الإنحراف التي تشكل خطراً على الرسالة الإسلامية .
ـ علاقة الإمام العسكري (ع) بالقاعدة الشعبية :
كان الإمام العسكري (ع) يعمل على أساس حماية وتوعية القاعدة الشعبية ومدها بكل مقومات الصمود بوجه أعداء الرسالة ومما جاء في إحدى رسائله التي كتبها لمحمد بن علي السمري وهو من خاصة أصحابه : " فتنةٌ تظلكم فكونوا على أُهبة ". وكان يساعد أصحابه بما يحتاجون إليه من المال في مصالحهم ، في الوقت نفسه كانت الدولة العباسية تحاول دائماً إغراء أصحابه بالمال الوفير والعيش السعيد .
وقف الإمام العسكري (ع) إزاء هذه المحاولات موقف الناصح والمسدد لأصحابه وكان يقول لهم : الفقير معنا خيرٌ من الغني مع غيرنا ، والقتل معنا خيرٌ من الحياة مع عدونا، ونحن كهفٌ لمن اْلتجأ إلينا ونورٌ لمن اْستبصر بنا ، وعصمةٌ لمن اْعتصم بنا ، من أحبنا كان معنا في السنام الأعلى ...
ـ الإمام العسكري (ع) يمهد لغيبة الإمام المهدي (ع) :
إعتمد الإمام الحسن العسكري (ع) طريقين للتمهيد لفكرة الغيبة وهما :
الأول : حجب المهدي (ع) عن أعين الناس مع إظهاره لبعض خواصه .
الثاني : القيام بحملة توعية لفكرة الغيبة وإفهام الناس بضرورة عملهم بمسؤولية تجاهها وتعويدهم على متطلباتها ،
ومما جاء في رسالته لابن سبويه : ... لا تزال شيعتنا في حزنٍ حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي (ص) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ". فاْصبر يا شيخي يا أبا الحسن وأمر شيعتي بالصبر فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .