النبي عيسى (ع)
كانت فاطمة لا تنقطع عن القراءة في كتاب قصص الأنبياء وهي تتعرف على حياة العظماء الذين إختارهم الله تعالى لهداية الناس إلى الصراط المستقيم ، وأعطاهم المعجزات دليلاً على نبوتهم .
وفي هذا اليوم كانت فاطمة تقرأ عن حياة نبي عظيم كانت ولادته معجزة .
إنه النبي عيسى (ع) ، هذا النبي حملت به والدته السيدة مريم إبنة عمران بإذن الله تعالى من غير أن يكون لها زوج . وجعل الله هذا الحمل معجزة عظيمة .
وبعد أن وضعت السيدة مريم مولودها تفاجئ قومها ، وسألوها قائلين : من أين لك هذا الولد يا مريم ؟
لم تتكلم السيدة مريم (ع) ولكن أشارت إلى ولدها ليسألوه !
إستغرب الناس من فعل السيدة مريم وظنوا أنها تستهزئ بهم ، ولكن الطفل نطق بإذن الله تعالى ، وقال لهؤلاء الناس : إني عبد الله وقد أعطاني ربي الكتاب وجعلني مباركاً وأوصاني بعبادته !
إنها معجزة عظيمة طفل صغير يتكلم !يا للدهشة ..
فآمن قوم مريم بالمعجزة عندما شاهدوا هذا الطفل يتكلم ، ولم يعترضوا على السيدة مريم بعد ذلك .
كبر النبي عيسى (ع) حتى بلغ الثلاثين من عمره بعثه الله تعالى نبياً لهداية الناس إلى طريق الحق والخير وأعطاه معجزة عظيمة ، وهي إحياء الموتى بإذن الله تعالى وشفاء المرضى .
بدأ النبي عيسى (ع) يبلغ الناس تعاليم ربه ويرشدهم إلى ترك الإختلافات على ملذات الدنيا من الجاه والمال، وإلى عدم التقاتل وسفك الدماء ، وإلى عدم أذية الآخرين ، ودعاهم إلى السلام والمحبة .
آمن بالنبي عيسى (ع) الكثير من الناس وهم يرون المعجزات التي يصنعها بإذن الله تعالى .
فكان الناس يأتون إليه بالأعمى فيدعو الله له فيشفى ويرجع إليه بصره ، ويأتون بالعليل أيضاً يشفى بإذن الله ، ويأتون بالميت فيحيا بإذن الله .
تعلقت الناس بهذا النبي إلا أن اليهود رأوا في إتباع الناس للنبي عيسى (ع) يشكل خطراً عليهم ، فأجمعوا على تكذيبه رغم رؤيتهم للحقيقة .
وصار اليهود يؤذون النبي (ع) ويضيقون عليه لمنعه من إكمال رسالته. ولكن النبي عيسى (ع) إستمر بالدعوة من غير تراجع ولا يأس ولا خوف .
وكان النبي عيسى (ع) يتنقل من بلدٍ إلى آخر ويدعو الناس الإيمان بالله تعالى وترك عبادة الأصنام
وفي الأخير لم يعد اليهود قادرون على إقناع الناس على ترك الإيمان بما جاء به النبي عيسى (ع) وقرروا أن يتخلصوا منه ويقتلوه .
وصاروا يراقبونه من أجل أن يعتقلوه .
وفي ذات مرة إستعانوا برجل يهودي ليدلهم على مكان النبي عيسى (ع) ، ولكن الله تعالى أعمى قلوبهم فاعتقلوا شخصاً آخر ظناً منهم أنهم قد إعتقلوا المسيح . فأخذوا هذا الرجل وصلبوه حتى الموت ، ونجا الله نبيه ورفعه إليه .
والنبي عيسى (ع) ما زال حياً إلى يومنا هذا ولكننا لا نراه لأنه غائب عن الأنظار بإذن الله تعالى .
ـــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
- ولد النبي عيسى (ع) من غير أب ، وكانت والدته قد حملت به بإذن الله تعالى.
- نطق النبي عيسى (ع) وهو نبي صغير .
- بعث الله النبي عيسى (ع) حاملاً الرسالة وهو إبن الثلاثين من العمر .
- دعا النبي عيسى (ع) الناس إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأصنام ودعاهم إلى المحبة والسلام .
- كانت معجزة النبي عيسى (ع) إحياء الموتى وشفاء المرضى بإذن الله تعالى .
- غضب اليهود من النبي عيسى (ع) عندما رأوا الناس ملتفة حوله بعد أن صدقوا معجزته الإلهية .
- إتفق اليهود على قتل النبي عيسى (ع) ولكنهم خابوا عندما إعتقلوا رجلاً آخراً وظنوا أنه النبي (ع) .
- صلب اليهود الرجل الذي إعتقلوه . والنبي عيسى (ع) نجاه الله وهو ما زال حياً.
ـــــــــــــــــــــ
أسئلة حول الدرس :
- كيف كانت ولادة النبي عيسى (ع) ؟
- كم كان عمر النبي عيسى (ع) عندما بعثه الله تعالى ؟ وإلى أي شيءٍ كان يدعو الناس ؟
- ما هي معجزة النبي عيسى (ع) ؟
- كيف تعاطى اليهود مع النبي عيسى (ع) ؟
- كيف نجا النبي عيسى (ع) من اليهود ؟
ــــــــــــــــــــــ