النبي إبراهيم (ع) ـــــ
ذهبت فاطمة إلى المكتبة لشراء بعض الحاجات المدرسية ، وبينما هي تتجول في المكتبة وقع نظرها على كتاب قصص الأنبياء . أحبت فاطمة شراء هذا الكتاب لتتعرف على حياة الأنبياء الذين تسمع عنهم القصص الجميلة . ولكن فاطمة لم تكن تحمل في جيبها من المال ما يكفي لشراء هذا الكتاب .
حزنت البنت المتشوقة لقراءة حياة الأنبياء لأنها لا تستطيع شراء هذا الكتاب، وعندما رجعت إلى البيت كان الحزن يظهر على وجهها، فسألتها أمها : ما بك يا فاطمة ؟
سكتت فاطمة قليلاً، وقالت : يا أُماه وأنا في المكتبة أعجبني كتاب قصص الأنبياء ، ولكن لم يكن معي من المال ما يكفي لشرائه .
إبتسمت الأم ، وقالت : لا تحزني يا فاطمة بعد قليل يرجع والدك من عمله ويعطيك ما تحتاجين من المال لشراء هذا الكتاب .
فرحت فاطمة وراحت تنتظر عودة والدها بفارغ الصبر .
عاد الوالد إلى البيت متعباً من عناء العمل فسلمت عليه فاطمة من غير أن تطلب منه شيئاً لأنها رأته متعباً . وعندما أخبرت الوالدة زوجها عن طلب فاطمة لم ينتظر الوالد كثيراً حتى أعطى إبنته ثمن الكتاب وهو مسرور باختيار إبنته .
عادت فاطمة إلى المكتبة واشترت الكتاب الذي أحبت القراءة في قصصه، ورجعت إلى البيت فرحة البسمة تغمر وجهها .
بدأت فاطمة تقرأ في هذا الكتاب عن قصة نبي من أنبياء الله وهو النبي إبراهيم (ع) .
ولد النبي إبراهيم في زمن ملك ظالم يدعى النمرود . وكان النمرود وقومه يعبدون الأصنام ، ولما كبر النبي إبراهيم جاء إلى الناس يحمل رسالة ربه ودعاهم إلى عبادة الله الواحد ولكن الناس رفضوا دعوته .
غضب النمرود من نبينا إبراهيم (ع) وصار يحاربه ليمنعه من إتمام دعوته .
وفي ذات يومٍ دخل النبي إبراهيم (ع) إلى معبد الكفار وحطم الأصنام إلا أنه ترك صنماً واحداً وهو أكبر الأصنام . ولما رأى الكفار أصنامهم التي يعبدونها مهدمة غضبوا غضباً شديداً وعرفوا أن الذي كسر أصنامهم هو النبي إبراهيم (ع)، ولما سألوه قال لهم :
إسألوا هذا الصنم الكبير فهو الذي كسر الأصنام الأخرى .
غضب الكفار من كلام إبراهيم الذي إستهزأ بهم وأمر ملكهم النمرود أن يحرقوا إبراهيم (ع) بالنار .
فجمعوا الحطب وأشعلوا فيه النار ورموا إبراهيم بالنار إلا أن الله تعالى نجى إبراهيم (ع) من الحريق ، وجعل النار برداً وسلاماً عليه .
وبعد أن نجاه الله تعالى من الحريق ترك إبراهيم البلاد التي يحكمها النمرود وذهب إلى بلادٍ أخرى ليعلم الناس طريق الخير والصلاح وتزوج من إمرأة إسمها "سارة " . وكانت "سارة" لا تنجب الأولاد فطلبت من زوجها أن يتزوج من إمرأة أخرى فتزوج إمرأة إسمها " هاجر ".
أنجبت هاجر ولداً سماه النبي إبراهيم (ع) إسماعيل .
إهتم إبراهيم (ع) بولده إسماعيل كثيراً ولكن الله تعالى أمره أن يترك ولده مع أمه هاجر في مكة ويذهب إلى فلسطين . إستجاب النبي (ع) لأمر ربه وترك زوجته ومعها الطفل الصغير إسماعيل في أرض خالية من الماء والطعام والناس .
خافت هاجر على ولدها من الجوع والعطش ، وصارت تبحث عن الماء بين الصفا والمروى ولما تعبت رجعت إلى طفلها فوجدت نبعاً من الماء بقرب الطفل . فرحت هاجر وسقت طفلها ، وبينما هي كذلك وإذا بجماعة من الناس يقصدونها ويطلبون منها الإقامة بقرب هذا الماء ويتكفلون لها بكل ما تحتاج إليه .
مرت الأيام وهاجر تعيش مع ولدها إلى أن رجع زوجها النبي إبراهيم (ع) بعد غياب طويل . فرآها تعيش قرب قبيلة كبيرة تؤمن لها كل أسباب الحياة .
فرحت هاجر بعودة زوجها الذي إنضم إلى أسرته ليعيشوا معاً في هذا المكان الذي أمره الله أن يبني فيه بيتاً للعبادة وهو الكعبة التي صارت معبداً لكل الناس يقصدونها من كل أقطار الأرض ليؤدوا هناك فريضة الحج .
ــــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
- ولد إبراهيم في زمن ملك ظالم يُدعى النمرود .
- دعا إبراهيم الناس إلى ترك عبادة الأصنام والإيمان بالله الواحد خالق هذا الكون وما فيه .
- كسر إبراهيم (ع) الأصنام فغضب عليه الكفار وأمر ملكهم بإحراقه في النار .
- إستجاب الكفار لملكهم ولكن الله تعالى جعل النار على إبراهيم (ع) برداً وسلاماً .
- تزوج إبراهيم (ع) من سارة ولكنها لم تنجب الأطفال .
- تزوج إبراهيم (ع) من إمرأة ثانية إسمها " هاجر " أنجبت ولداً سماه " إسماعيل "
- ترك النبي إبراهيم (ع) بأمر من الله زوجته هاجر مع طفلها في مكة في أرض خالية من الناس والطعام والشراب ، وذهب مع زوجته سارة إلى فلسطين .
- أخرج الله تعالى الماء من الأرض في المكان الذي كانت فيه هاجر وأرسل إليهم من الناس من يهتم بهم .
- رجع النبي إبراهيم إلى زوجته وولده بعد غيابٍ طويلٍ وعاش معهم .
- أمر الله نبيه ببناء بيت للعبادة في مكة هو الكعبة ، وصار هذا البيت معبداً يقصده الناس لأداء فريضة الحج .
ــــــــــــــــــ
أسئلة حول الدرس :
- في أي زمن ولد النبي إبراهيم (ع) ؟
- كيف تعاطى الكفار مع النبي إبراهيم (ع) ؟
- ماذا حصل مع النبي (ع) بعد أن نجاه الله من الكفار ؟
- ماذا حصل مع زوجة النبي (ع) بعد أن تركها في مكة ؟
- كيف وجد النبي (ع) زوجته بعد رجوعه إليها ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ