النبي نوح (ع) ـــ
إنها الساعة السابعة مساءً موعد المطالعة قبل النوم . في هذا الوقت كانت فاطمة قد أنهت دروسها واستأذنت إخوتها لتقرأ في كتاب قصص الأنبياء ، إنه الكتاب الذي تحبه فاطمة كثيراً .
في هذه المرة ستقرأ فاطمة عن حياة النبي نوح (ع) .
فتحت الكتاب وبحثت عن موقع هذه القصة في الصفحات. إنه نبي الله نوح كغيره من الأنبياء كان في قومٍ يعبدون الأصنام ويقدسونها وهو يدعوهم إلى الإيمان بالواحد الأحد ، إلا أن قومه كانوا يعصون الأمر ويسخرون من هذه الدعوة ويتهمون النبي (ص) بالخروج عن عاداتهم التي ورثوها عن آباءهم وأجدادهم . وكان النبي نوح (ع) يستخدم كل الأساليب الحسنة في دعوة الناس إلى الإيمان ، ويعمل من غير يأس في سبيل الله تعالى .
كان النبي نوح يذكر قومه بالنعم الإلهية عليهم ويرغبهم بالخيرات التي ستأتيهم إن آمنوا بما يدعوهم إليه .
لم يؤمن بالدعوة إلا مجموعة قليلة من قومه وبقي الآخرون مصرون على عصيانهم لله تعالى ، وصموا أسماعهم عن دعوة النبي (ص) ، وكان قومه يقولون له أنت إنسان عادي والنبي يجب أن يكون مثل الملوك يتبعه الأغنياء وأصحاب الجاه أما أنت يا نوح فلم يتبعك إلا الفقراء . وكان النبي نوحٍ عليه السلام يحاورهم بطريقة لينة ولا يقسو عليهم ويقول لهم : يا قومي أنا لا أريد الجاه والملك والمال ، أنا أريد رضا الله تبارك تعالى الذي هداني إلى الصراط المستقيم .
حاول قوم نوح أذيته وإرجاعه عن دعوته من خلال الإتهامات التي وجهوها إليه وأقنعوا الناس بأنه مجنون يريد أن يضل الناس ، وهذه الإتهامات لم تؤثر بالنبي (ع) فبقي مصراً على دعوته رغم ما تعرض له من التهديدات .
كان النبي نوحٍ (ع) يدعو الناس إلى الإيمان في الليل والنهار وفي السر والعلن وهم يرفضون الإستجابة ، فحذرهم من غضب الله عليهم ومن عذابه الشديد .
فلم يبالي المشركون والكافرون لكلام النبي (ع) وبقوا على كفرهم وأذيتهم له .
وبعد زمن طويل من الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى إنقطع أمل النبي (ع) من قومه ودعا الله تعالى أن يهلكهم .
إستجاب الله تبارك وتعالى لنبه وأمر أن يصنع سفينة كبيرة . بدأ النبي نوح بصناعة السفينة والكفار يسخرون منه ويقدمون على هدم السفينة في الليل إلى أن استطاع في آخر الأمر من بناء السفينة . فأمره الله تعالى أن يدعو الناس للركوب فيها وكل من لا يركب في هذه السفينة سيغرق في الطوفان .
لم يؤمن القوم بكلام النبي (ع) فأمره الله تعالى أن يجمع من كل نوع من أنواع الحيوانات زوجين ويركبهم في السفينة .
نفذ النبي (ع) طلب ربه وصعد في السفينة هو ومن معه من المؤمنين ، وبدأت السماء بالمطر فنادى النبي (ع) ولده الذي رفض الركوب في السفينة ، وقال له ستغرق يا بني إن لم تركب معنا .
فرد الولد على والده قائلاً: سأصعد إلى جبلٍ عالٍ أحتمي عليه من الغرق .
فقال النبي (ع) لولده : يا بني لا عاصم لك من أمر الله .
إلا أن الولد العاصي لأمر الله تعالى أصر على فعله حتى غرق مع الكافرين الذين لم يبقَ منهم أحداً إلا وغرق في الطوفان ونجا كل من في السفينة .
ـــــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
- النبي نوح (ع) كان في قومٍ لا يؤمنون بالله تعالى وكانوا يعبدون الأصنام ويقدسونها .
- كان النبي يدعو قومه في الليل والنهار والسر والعلن إلى الإيمان بالله تعالى .
- رفض قوم نوحٍ (ع) الإيمان بدعوته واتهموه وحاربوه ولكنه أصر على الدعوة .
- قطع النبي (ع) الأمل من إيمان قومه فدعا الله تعالى أن يهلكهم .
- أمر الله نبيه أن يصنع سفينة كبيرة ويطلب من الناس الصعود فيها .
- رفض قومه الركوب في السفينة إلا قليلة ، وكان إبن نوح من العاصين الذين رفضوا ركوب السفينة .
- أحضر النبي (ع) من كل الحيوانات زوجين اثنين وركبهم في السفينة .
- غط الطوفان الأرض فغرق الكفار جميعاً ومعهم إبن النبي نوح (ع) ونجا كل من في السفينة .
ــــــــــــــــــ
أسئلة حول الدرس :
- كيف كان النبي نوح (ع) يدعو الناس إلى الإيمان ؟
- كيف تعامل قوم نوحٍ مع نبيهم ؟
- ماذا فعل النبي بعد أن قطع الأمل من إيمان قومه ؟
- ماذا طلب الله تعالى من نبيه أن يفعل ؟
- ماذا حصل للكفار في النهاية ؟
- كيف نجا النبي نوحٍ (ع) وقومه من الكافرين ؟
ـــــــــــــــــــــــــ