معركة خيـبر
ـــــــــــــــــــــــــ
كان رائد يطالع في كتاب التاريخ الإسلامي ويقرأ عن معركة من المعارك البطولية التي خاضها المسلمون ضد اليهود الذين بنوا الحصون والمخابئ في منطقة قريبة من المدينة المنورة .
رأى النبي (ص) أن وجود اليهود في هذه الأماكن واستعداداتهم العسكرية يشكل خطراً على الدولة ويهدد أمنها ، فقرر مواجهتهم قبل أن يقدموا على أي عمل عدواني ضد دولة الإسلام . وبعد تحضير الإستعدادات المطلوبة لهذه المهمة الوقائية خاض الجيش الإسلامي معركة عنيفة تمكن خلالها من إسقاط تلك الحصون باستثناء حصن واحد إلتجأ إليه اليهود وتحصنوا بداخله .
كان قائد هذا الحصن فارس قوي يؤمن اليهود بشجاعته وفروسيته ويعتمدون عليه في أصعب مهامهم القتالية .
بينما كان رائد يقرأ عن هذه المعركة البطولية في كتاب التاريخ الإسلامي ، وصل صديقه خليل قاصداً زيارته .
قطع رائد القراءة ليسلم على صديقه ويقوم بواجبه تجاه ضيفه ، وفي أثناء الجلسة بدأ رائد يقص على صديقه خليل ما قرأه عن معركة خيبر .
لم يتفاجىء خليل بالقصة ، فهو مطلع على تواريخ وقصص تلك المعارك ، تابع الصديقان جلستهما يتبادلان المعلومات في التاريخ الإسلامي الحافل بالأحداث والتضحيات البطولية .
في الأثناء أخذ رائد كتاب التاريخ الإسلامي ليقرأ أمام صديقه ما جرى في معركة خيبر ، كان رائد يتوقف بين الفقرة والأخرى عند بعض النقاط ملتفتاً إلى صديقه الذي كان يصغي مستمعاً للحديث ويخاطبه بكلام الدهشة من صبر وعزم المقاتلين على الجهاد في سبيل الله تعالى .
لقد خاض المسلمون معركة بطولية ضد اليهود المختبئين في حصونهم وعصي عليهم حصناً واحداً .
حاول الجيش السيطرة عليه ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك ، وبعد أيامٍ قال النبي (ص) للمسلمين ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، كراراً غير فرار يفتح الله على يديه ) وعندما قال النبي (ص) هذا الكلام صار كل واحدٍ يتمنى أن يكون هو الذي سيعطيه النبي (ص) الراية ليفوز بخير الدنيا والآخرة .
وفي اليوم الموعود طلب النبي (ص) علي بن أبي طالب عليه السلام ، عرف المسلمون أن النبي (ص) يريد أن يسلمه الراية ليكون النصر على يديه ، فقال بعضهم للنبي (ص) : يا رسول الله علي بن أبي طالب أرمد أي أن علياً مصاب بمرض في عينيه ، إلا أن النبي (ص) أصر عليهم بطلب علي ولما وصل سأله النبي (ص) عن حاله ، لما أخبره عن مرضه مسح النبي (ص) على عيني علي (ع) فشفاه الله تعالى عندئذ سلمه النبي (ص) الراية وودعه وذهب علي (ع) ومعه الفرسان إلى خيبر ، وهناك برز شقيق الفارس اليهودي مرحب فقتله الإمام علي (ع) ، غضب مرحب لقتل شقيقه وخرج لمواجهة علي (ع) ، إلا أن حماس مرحب لم يخدمه في شيءٍ فضربه علي (ع) ضربة أدت إلى مصرعه على الفور ، عندها هرع اليهود إلى مخابئهم وأغلقوا باب الحصن وراءهم .
تقدم علي (ع) واقتلع باب الحصن بقدرة إلهية وحارب اليهود حتى تحقق النصر على يديه كما وعد النبي (ص) .
بقي الصديقان يتحدثان وقتاً طويلاً في تاريخ الحروب البطولية ومواقف الإمام علي (ع) في تلك الحروب .
وفي نهاية الجلسة تواعدوا على مواصلة الجلسات للإستفادة من قراءة ذلك التاريخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ حول الدرس :
- إلتجئ اليهود إلى حصونٍ بالقرب من المدينة المنورة .
- قرر النبي (ص) منع اليهود من القيام بأي عمل عدواني ضد دولة الإسلام فهاجمهم للقضاء على قوتهم ومنعهم من تخريب الأمن والإستقرار في الدولة .
- حقق المسلمون الإنتصار الكبير على اليهود وبقي حصن واحد لم يتمكن المسلمون من السيطرة عليه .
- وعد النبي (ص) بأنه سيعطي الراية لرجل يفتح الله على يديه وتمنى كل واحدٍ من المسلمين أن يكون هو الفائز بهذه الراية .
- في اليوم الثاني أعطى النبي (ص) الراية للإمام علي (ع) ، وكان النصر على يديه .
ـــــــــــــ