النبي موسى (ع) ــــ
بقيت فاطمة تقلب صفحات الكتاب وتقرأ عن قصص الأنبياء ، وبعد أن تعرفت على حياة الكثير من الأنبياء فهي اليوم تقرأ قصة النبي موسى (ع).
ولد النبي موسى (ع) في زمن ملك ظالم يدعي أنه الإله وهو فرعون. وكان فرعون يعذب بني إسرائيل ويفرض عليهم الأشغال الشاقة .
وفي ذات يوم رأى فرعون في منامه أن إمرأة ستلد ولداً يقتله، فزع فرعون واحتار ماذا يفعل .
إستشار الكهنة فأكدوا له صحة هذا المنام فغضب فرعون وأصدر الأمر لقتل كل من يولد من بني إسرائيل .
إنتشر الخبر بين الناس وصارت كل أم تخاف على ولدها، ومن بين الأمهات الخائفات أم النبي موسى (ع) التي أخفت خبر ولادتها لمدة ستة أشهر وقلبها مملوء بالخوف والفزع على ولدها .
وبينما هي تعيش هذا الحال من الخوف والفزع ألهمها الله بوحيه وأمرها أن تضع ولدها في صندوق خشبي وتلقيه في البحر .
لم تترد المرأة المؤمنة في الإستجابة لله تعالى ففعلت أن تأمر وطلبت من أخته أن تراقبه .
كانت أمواج البحر تحرك الصندوق لتدفعه إلى حديقة من حدائق قصر فرعون، فشاهدت إمرأة فرعون الصندوق وأمرت بفتحه ولما فُتح الصندوق شاهدت آسيا إمرأة فرعون الولد. فتحركت عاطفة الأمومة في قلبها وكانت هذه المرأة لا تنجب الأطفال فطلبت من زوجها الذي أراد قتله أن يتخذه ولداً له ويربيه. رفض فرعون الفكرة وأصر على قتل الولد . ولكن زوجته أقنعته بأن يتخذه ولداً له، وبعد جدال طويل وافق فرعون على الأمر .
كانت هذه الأحداث تجري وأخت النبي (ع) تراقب من بعيد ماذا سيفعل فرعون .
طلب فرعون أن يبحثوا له عن مرضعة فآتوا له بأكثر من واحدة ولكنه كان يرفض الرضاع منهن. تقدمت أخت النبي (ع) وقالت لهم :
هل أدلكم على إمرأة مرضعة وتكفله لكم ؟ فقالوا لها : نعم .
أسرعت إلى البيت وأخبرت أمها عن الأمر. فرحت الأم وجاءت مسرعة إلى ولدها لترضعه وتشرف على تربيته .
فنشأ النبي موسى (ع) في حضن والدته التي كانت تعطيه الحنان ، وزوجة فرعون تهتم به وتؤمن له كل ما يحتاج إليه .
كبر النبي موسى (ع) وصار يساعد الناس فأحبوه كثيراً ، ولكن فرعون لم يكن مرتاحاً لهذه المحبة وحاول أكثر من مرة التخلص منه إلا أن زوجته آسية كانت تمنعه من أي أذية لهذا الشاب الذي تربى في بيتها.
وفي ذات يومٍ خرج النبي موسى (ع) إلى المدينة في مصر فوجد في الطريق رجلين يتقاتلان، أحدهما مؤمن والآخر كافر فطلب المؤمن من النبي (ع) أن يساعده فتدخل النبي (ع) وحاول أن يخلصه من هذا الكافر فضربه بعصاه ليبعده عنه إلا أن الضربة كانت قاتلة من غير أن يقصد النبي (ع) ذلك . فطلب النبي موسى (ع) من ربه أن يغفر له وينجيه . ولما علم فرعون بالأمر غضب وطلب إعتقال النبي (ع) ولكن النبي (ع) ترك بلاد مصر وتوجه إلى بلاد فلسطين التي كان فيها النبي شعيب (ع) فوصل إلى منطقة يأتي إليها الرعاة لسقي المواشي من الأغنام والإبل وغيرها، ووجد في المكان فتاتين تنتظران إقترب النبي موسى (ع) منهما وعرض عليهما المساعدة فوافقتا .
فسقى النبي موسى (ع) الغنم وجلس ليستريح ، وبعد قليل من الوقت رجعت فتاة من الفتاتين لتقول للنبي (ع) إن أبي يدعوك إلى بيتنا .
جاء النبي (ع) مع الفتاة إلى البيت فوجد النبي شعيب والد الفتاة ينتظره، سلم عليه وأخبره عما جرى معه في مصر مع فرعون . فقال له النبي شعيب (ع) لا تخف يا موسى لقد نجوت من القوم الظالمين .
تزوج النبي موسى (ع) من إبنة النبي شعيب (ع) وبقي في بلاد فلسطين مدة عشر سنين عاد بعدها إلى مصر. وفي الطريق ينزل عليه الوحي من الله تعالى ليعطيه المعجزة العصا التي تتحول إلى ثعبان بإذن الله تعالى ، وأمره أن يذهب إلى فرعون ويأمره بطاعة الله . فطلب النبي موسى من ربه أن يجعل له مساعداً وهو أخوه هارون . إستجاب الله تعالى لنبيه، وذهب موسى ومعه زوجته إلى مصر .
وفي مصر ذهب النبي موسى (ع) ومعه هارون ليعظ فرعون ويأمره بطاعة الله تعالى، سخر فرعون من النبي وأخيه وأراد قتلهما .
ولما عرض النبي (ع) المعجزة ، قال فرعون :
هذا سحر وعندي من السحرة من هو أقوى منك .
وطلب فرعون من السحرة أن يجتمعوا لمبارزة النبي موسى (ع). وفي اليوم المتفق عليه جاء النبي (ع) وجاء السحرة واحتشدت الناس لترى ما سيجري ، فرمى السحرة حبالهم وظنت الناس أنها أفاعي كبيرة وعندما ألقى النبي موسى (ع) عصاه تحولت بإذن الله إلى أفعى كبيرة وأكلت حبال السحرة .
دهش السحرة وآمنوا برب موسى وهارون ، فغضب فرعون غضباً شديداً وتوعد بمعاقبة السحرة ومعاقبة كل من آمن بدعوة موسى (ع) .
لم يصبر فرعون كثيراً ، فلاحق النبي موسى (ع) ومن معه حتى وصلوا إلى البحر وكاد فرعون أن يقبض عليهم فأوحى الله تعالى إلى نبيه أن يضرب بعصاه البحر ففعل النبي (ع) وانشق البحر نصفين وفي الوسط إنفتحت طريق في البحر فمشى فيها النبي موسى ومن معه ، ولما لحقهم فرعون وجنوده عاد البحر والتحم فغرق فرعون وجنوده ونجا النبي موسى (ع) ومن معه .
ـــــــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
- ولد النبي موسى في زمن ملك ظالم في مصر وهو فرعون .
- رأى فرعون في منامه أنه سيولد في مصر ولد يقتله فصدق الرؤيا وصار يقتل كل ولد .
- خافت أم موسى على ولدها وأمرها الله تعالى أن تضعه في صندوق وترميه في البحر .
- قذفت أمواج البحر الصندوق إلى حديقة قصر فرعون فشاهدته زوجة فرعون آسية وأمرت بفتحه ورأت الطفل بداخله .
- طلبت زوجة فرعون من زوجها أن يأخذ الولد ويربيه ، فوافق فرعون بعد جدالٍ طويل .
- لم يقبل الطفل أن يرضع من أحد إلا من أمه التي عادت لتربيه في بيت فرعون .
- كبر النبي موسى (ع) وأحبته الناس وفي ذات مرة قتل شخصاً عن طريق الخطأ فأمر فرعون باعتقاله .
- هرب النبي موسى (ع) إلى بلاد فلسطين ووصل إلى بيت النبي شعيب (ع) عن طريق إحدى بناته .
- تزوج النبي موسى (ع) من إحدى بنات شعيب وعاش معهم مدة عشر سنين .
- عاد النبي مع زوجته إلى مصر وفي الطريق نزل عليه الوحي وأعطاه الله معجزة العصا التي تتحول إلى أفعى وأمره أن يذهب إلى فرعون ليأمره بطاعة الله .
- رفض فرعون الإيمان وطلب من السحرة مبارزة النبي إلا أن السحرة آمنوا بالنبي لما شاهدوا المعجزة وتركوا فرعون .
- غضب فرعون وأراد قتل النبي ومن معه فلحقهم وجنوده ، ولما وصلوا إلى البحر أمر الله النبي أن يضرب البحر بالعصا فانشق البحر وانفتحت في طريق مشى فيها النبي ومن معه ولحقهم فرعون فالتحم البحر على فرعون وجنوده فغرقوا ونجا النبي موسى (ع) ومن معه .
ـــــــــــــــ
أسئلة حول الدرس :
- في أي زمن ولد النبي موسى (ع) ؟
- ماذا رأى فرعون في منامه ؟ وماذا فعل ؟
- كيف نجا النبي موسى (ع) من القتل وهو طفل ؟
- لماذا ترك النبي موسى (ع) مصر ؟ وإلى أين ذهب ؟
- ماذا حصل مع النبي موسى (ع) في بلاد فلسطين ؟
- ماذا حصل مع النبي موسى (ع) وهو في طريقه عائداً إلى مصر ؟
- كيف تعاطى فرعون مع دعوة النبي موسى (ع) ؟
- كيف نجا النبي موسى (ع) ومن معه من فرعون ؟
ــــــــــــــــــــــ