الرياء في طلب العلم / الشيخ حسين عليان
أمرنا الله تعالى بالعلم والتعلم وجعله نعمة أفاض بها علينا وفي نفس الوقت أمرنا بالاخلاص في رسالتنا العلمية ، ومن يخرج عن هذه الطاعة فجزاءه النار .
قال النبي (ص): من تعلم علماً لغير الله وأراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار .
وقال :" لا تتعلموا العلم لتماروا به السفهاء وتجادلوا به العلماء ولتصرفوا به وجوه الناس اليكم ، وابتغوا بقولكم ما عند الله فإنه يدوم ويبقى وينفذ ما سواه .
كونوا ينابيع الحكمة ، مصابيح الهدى … "
ويتحدث النبي (ص) عن بعض الذين يطلبون العلم بغيضة الدنيا فيقول :" يظهر الدين حتى يجاوز البحار، وتخاض البحار في سبيل الله ، ثم يأتي من بعدكم أقوام يقرءون القرآن ويقولون قرآنا القرآن فمن أقرأ منا ؟ ومن أفقه منا ؟.
ثم التفت الى أصحابه فقال :" هل في أولئك من خير ؟ قالوا : لا " .
قال :" أولئك منكم من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار ."
- الإخلاص في طلب العلم :
وأما طالب العلم المخلص فإنه يفوز في الدنيا والآخرة ففي الدنيا يرث الأنبياء وفي الآخرة يُحشر معهم.
قال الله تعالى :{ انما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ } فاطر / 28.
وقال :{ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولي الألباب } زمر /3 .
وقال :{ شهد الله أنه لا إله الا هو والملائكة وأولوا العلم } آل عمران / 18 .
وقال ايضاً :{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات } المجادلة / 11 .
قال النبي (ص) :" من طلب علماً فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر . ومن طلب علماً ولم يدركه كتب الله له كفلاً من الأجر ".
وقال :" من أحب أن ينظر الى عتقاء الله من النار فلينظر الى المتعلمين ، فوالذي نفسي بيده ما من متعلم يختلف الى باب العالم المعلم الا كتب له بكل قدم عبادة سنة ، وبنى الله له بكل قدم مدينة في الجنة ، ويمشي على الأرض وهي تستغفر له ، ويمسي ويصبح مغفوراً له ، وشهدت الملائكة أنه من عتقاء النار".
وقال :" من خرج في طلب العلم فهو خارج في سبيل الله حتى يرجع ".
وقال :" من خرج يطلب باباً من العلم يرد به باطلاً الى حق وضالاً الى هدى كان عمله كعبادة أربعين عاماً ".
وفي كلام للنبي (ص) يخاطب به الإمام علي (ع) قال :" يا علي لإن يهدي الله بك رجلاً خير من أن يكون لك حمر النعم " . ( أي الإبل وتطلق على الغنم والبقر وأفضلها ذات اللون الأحمر لما فيها من خير ) .
قال الإمام علي (ع) :" العالم أفضل من القائم الصائم المجاهد . وإذا مات العالم ثلُم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه ".
وفي كلام له (ع) مع كميل بن زياد قال :" يا كميل العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، العلم حاكم والمال محكوم عليه ، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الانفاق . يا كميل هلك خُزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر ".
فهذه المكانة العالية والمنزلة الرفيعة لطالب العلم لا تحصل الا إذا أخلص لله في نيته وقوله وعمله .