حصول الإنسان على العلم / بقلم الشيخ حسين عليان
عرفت ان الإنسان يولد من رحم أمه ويدخل هذه الحياة وهو لا يعلم شيئاً . ويبدأ بالتعلم بشكل تدريجي فيحصل على العلم أولاً من خلال حواسه .
مثلاً : يلمس فَيَحصل لديه العلم بالبرودة او الحرارة .
ويشم فيميز بين الحلو والمر ..
وهكذا يبدأ الإنسان بالتعلم وفق القدرات التي منحه الله تعالى إياها .
وبعد ذلك تنمو مدارك الإنسان فيمزج بين الصور والانطباعات الموجودة في ذهنه فيميز الطول والعرض والنور والظلمة ويُجسم في خياله صوراً لأشاء سمع عنها ولم يراها .
ويتوسع الإنسان أكثر بحسب نموه الطبيعي فيدرك ما لا مادة له ولا مقدار مثل الحب والبغض والخوف والحزن والسعادة والسرور …
وبعد ذلك يصل الإنسان إلى مرتبة العلم الحضوري فيحلل المعلومات والانطباعات بواسطة العقل الذي يميزه عن بقية المخلوقات في هذه الدنيا . ومن خلال عقله يتحرك في بناء حياته العلمية والعملية ، فإن أحسن الاستفادة بلغ أعلى مراتب السمو والرفعة وأن اساءها سقط في مستنقعات الجهل والانحراف .
ومن أجل التعرف على المواقع التي تمنح الانسان فرصة الاستفادة في تكوين شخصيته السامية نذكر الأماكن التي تشكل المدرسة التأهيلية والتدريبية له .
أولاً : المدرسة الاسرية :
تتكفل هذه المدرسة بعلوم الآداب والأخلاق والتدريب على امتلاك عناصر الخير وتفعيلها وإجتناب عناصر الشر وهجرانها .
ثانياً : المدرسة العصرية :
يتعلم الانسان في هذه المدرسة علوماً عديدة ومختلفة بدأً من فنون القراءة والكتابة وصولاً الى أعلى مراتب تغذية الفكر وصقله بالعلوم والمعارف . ومن هنا ينطلق في بناء شخصيته العلمية وتحويلها الى شخصية منتجة .
ثالثاً: المدرسة الحياتية :
هذه المدرسة تمكن الإنسان من الاستفادة من تجاربه وتجارب الآخرين في هذه الحياة فيأخذ النافع ويترك المضر . ويدرك أن تحمل المسؤولية لا يمكن أن يكون دفعة واحدة ، فلا بد من التدرج لمزيدٍ من الخبرة والنجاح في مسيرته العلمية وتطبيق ما يحمل من نظريات وتطلعات تخدم المجتمع الإنساني .
وبدخول الإنسان في مرحلة التطبيق يدرك بأنها أدق وأصعب من التنظير بكثير .
ثم ان امتلاك العلوم غير كافٍ في بناء شخصية الإنسان ، فالعلم أحد الركائز المهمة في مسيرته الا أن جانباً آخراً يحتاجه وهو بالغ الأهمية نعرضه تحت العنوان التالي :
_ بناء الذات :
إذاً العلوم التي اكتسبها الإنسان من مدارس ومصادر كثيرة ومتعددة غير كافية ليكون إنساناً ناجحاً فإلى جانب كل ذلك هو بحاجة الى بناء ذاته على الأخلاق والآداب والسلوكيات الحسنة 0
وهنا يدخل الإنسان مدرسة (الجهاد الأكبر) و هذه المدرسة يعيش فيها الصراع مع ذاته فإن حقق الانتصار فاز بالشخصية القيادية التي تمكنه من العلاقة مع التنوع البشري في هذه الحياة والمطلوب في مدرسة (الجهاد الأكبر) ، أن يمتلك صفاتٍ ويحرر نفسه من أُخرى 0