الرياء والبخل في إنفاق المال / الشيخ حسين عليان
أوجب الله على الانسان حقاً في ماله ليخرجه الى الفقراء والمحتاجين وشجعه على الصدقات والإنفاق في سبيله وكل ذلك مطلوب فيه قصد القربة اليه فإذا أخل بذلك لا ينال إلا خسارة ما دفع .
قال تعالى :{يا أيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنى والأذى كالذي يُنفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر} البقرة /261 .
الآية المباركة تتحدث عن صنفٍ من الناس يدفع الصدقة ويمنن المدفوع له أو يذله ويحيجه الى كثير المسألة فهذا الصنف مثله في بطلان عمله مثل الصنف الذي ينفق ماله رئاء الناس طلباً للجاه والمفاخرة .
ويحدثنا القرآن الكريم عن الذين يبخلون بما آتهم الله من فضله فيقول :{ها أنتم هؤلاء تُدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله غني وأنتم الفقراء} محمد / 38 .
وقال تعالى :{الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتهم الله من فضله …} النساء / 37.
وقال ايضاً :{ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شرٌ لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة} آل عمران / 180 .
وعن النبي (ص) :" البخيل بعيد من الله بعيد من الناس قريب من النار " .
وقال الامام علي (ع) :" عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي إياه طلب فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء .
وورد في الإنجيل عن المسيح (ع) :" عندما تعطي صدقة لا تعلنها للجميع كما يفعل المنافقون في بيت العبادة والشارع لكي يمدحهم الناس أقول لكم الحق قد نالوا أجرهم بل عندما تعطي صدقة لا تعرف شمالك بما تعمله يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء . وأبوك الذي يرى ما يُعمل في الخفاء يعطيك الثواب .