الرياء / بقلم الشيخ حسين عليان
حذرنا النبي (ص) من الرياء فقال :" اني أخاف عليكم من الشرك الأصغر ". قيل "يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ " قال " الرياء " .
والرياء معناه الظهور أمام الناس طلباً لمرضاتهم ومدحهم له . واعتبر النبي (ص) الرياء شركاً صغيراً لأن العامل أشرك مع الله غيره في عملٍ يجب أن يكون خالصاً له وحده تبارك وتعالى .
ولتوضيح الصورة نضرب الأمثلة التالية :الصلاة عبادة من شروطها النية الخالصة لله فلو نوى المصلي من وراء عبادته ان يمدح أو يباهي الآخرين فإن صلاته محكومة بالبطلان لأنه جعل عبادته وسيلة للحصول على مكاسب دنيوية فأشرك غير الله في عمل يجب فيه الإخلاص المطلق للباري عز وجل .
كذلك الأمر بالنسبة للصيام فلو نوى الصيام قاصداً المدح والثناء من الناس فإنه لا ينال من صيامه الا الجوع والعطش .
وايضاً الحج فلو ذهب لبيت الله قاصداً التفرج على تلك الأماكن والتعرف عليها أو ليقال له يا حاج فإنه لا ينال من تعبه الا العناء والشقاء .
والذي يدفع مالاً للفقراء والمحتاجين أو يساهم في إقامة المشاريع العامة من أجل الشهرة والجاه فإن أجره بما قصد وليس له من الله شيءٌ .
والمجاهد الذي يخرج لمقاتلة العدو ان قصد الوصول الى سلطة او مال او المفاخرة والجاه او ما شابه ذلك من أمور الدنيا فإنه لا ينال أجر المجاهد ولو جُرح لا ينال أجر الجريح ولو استشهد لا ينال أجر الشهيد لأن الله أعد الأجر للمخلصين والصادقين .
وهكذا في كل العبادات فإن صحة العمل وبطلانه تابع للنية فإن صلُحت صلُح وان فسدت فسد .