تنظيم العلاقة مع الجار / بقلم الشيخ حسين عليان
قد تتعدد العناوين التي تربطنا بالجار فقد يكون من أرحامنا ، مثل: الأب والإبن والأخ والعم والعمة والخال والخالة وهكذا ........... وقد يكون من نفس الملة أو من غيرها والأمثلة في المقام كثيرة، وخصوص هذه العلاقة أخذت إهتماماً كبيراً في الدين وجاء التركيز على عدة جوانب فيها ، ولم يقتصر على طبيعي المجاورة ، ونلاحظ في كلمة الإمام علي (ع) المأخوذة من وصيته لولديه الحسنين (ع) ( ظل جدكما رسول (ص) يوصي بالجار حتى ظننا أنه سيورثه ).
يفهم من الكلام أن النبي (ص) أراد أن يبين لنا نقطة مهمة، وهي تنظيم العلاقة مع الجار على أساس المحبة والمودة والشعور بالمسؤولية، كما يحصل ذلك مع أي أحدٍ من أرحامك والسبب في هذا التأكيد على نوعية العلاقة مع الجار ندركه عقلاً بأدنى تأمل .
والحديث عن حُسن الجوار المطلوب من الأفراد فإنه يشمل أيضاً الجماعات والدول.....
_ وصايا عن حُسن الجوار :
قال الله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت إيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً) ( النساء \ 36 ).
عن النبي (ص) أنه قال : ( ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع ).
عن الإمام علي (ع) : ( الجار قبل الدار ).
عن الإمام الصادق (ع) : ( ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره ).
ومن باب التأكيد السلوكي على حُسن الجوارنروي لكم قصة النبي (ص) مع جاره اليهودي الذي كان يوجه إليه الأذى الدائم، فكان يضع النفايات والأشواك وغيرها أمام بيته ، وفي ذات يومٍ لم يفعل اليهودي ما كان يُقدم عليه في كل يومٍ، سأل النبي (ص) عن حال هذا الرجل؟ فقالوا له: إنه مريض ، فذهب (ص) لعيادته .
من خلال هذا السلوك التربوي لنبينا (ص) نعرف أن العلاقة الحسنة مع الجار من الواجبات التي ينبغي أن نزينها بالأخلاق والآداب . وعندما سُئل (ص) عن حُسن الجوار، قال : ( ليس حُسن الجوار أن تكف عن الأذى وإنما حسن الجوار الصبر على الأذى ) .