أصابت قريش أزمة إقتصادية خانقة فأحب النبي محمد (ص) أن يخفف عن عمه أبي طالب فأخذ علياً الى بيته وبقي معه وهو يربيه على الحكمة والمعرفة والأمانة والإخلاص .
عندما نزل الوحي على النبي محمد (ص) آمن علي (ع) بما أُنزل على نبي الرحمة (ص) فكان ثاني المسلمين بعد خديجة إبنة خويلد .
واكب الإمام علي (ع) النبي محمد (ص) في دعوته إلى الإسلام وسجل أول عمل فدائي حين بات في فراش النبي (ص) ليفديه بنفسه وهو يعلم أن سيوف المشركين قد تنهال عليه وتقطع جسده ورغم كل هذا كان همه الوحيد سلامة رسول الله (ص) لأن بسلامته تسلم رسالة الله تعالى في الأرض .
بعد فشل مؤامرة قريش بقتل النبي (ص) التحق الإمام علي (ع) بالنبي (ص) في المدينة المنورة وعمل معه على بناء المجتمع الإسلامي وخاض المعارك إلى جانب النبي (ص) وهو يلقي الفزع والرعب في قلوب المشركين في كل معركة من المعارك التي خاضها المسلمون .
إتسم تاريخ الإمام علي (ع) بالشجاعة والبطولة ، والوفاء والإخلاص ، ولأنه أكثر المسلمين كفاءة أعلن النبي (ص) في الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة تصريحه الواضح : ( اللهم ومن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار ).
بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان هرعت الناس إلى الإمام (ع) تريد مبايعته قائلين له : ما نرى أحداً أحق بها منك يا أبا الحسن . لكن الإمام علي (ع) رفض تولي الخلافة في بداية الأمر وقال لهم : (أنا لكم وزير خير لكم مني أمير) إلا أن الناس أصرت عليه وتمت البيعة بعدما رأى أن لا مفر من تولي هذه المسؤولية في ظل الجو المشحون بالفتن .
وبعد أن تمت البيعة للإمام علي (ع) ، إنصرف إلى إصلاح شؤون الدولة وتنظيم مؤسساتها فعزل الولاة المقصرين وعين مكانهم المؤهلين لتحمل المسؤولية .
إستمرت حكومة الإمام علي (ع) عدة سنوات عمل خلالها من أجل إقامة دولة العدل والمساواة وخاض عدة حروب ضد حركات الإنفصال والتمرد وهي الجمل وصفين والنهروان .
وقد جسد الإمام علي (ع) طيلة فترة حكمه سلوك الحاكم العادل وإستمر في مواجهة المنشقين وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان ، إلا أن المؤامرة اللعينة التي نفذها عبد الرحمان بن ملجم أشقى الأشقياء حالت دون إتمام المسيرة .
بقي الإمام علي (ع) يصارع الألم إلى أن توفي في ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين للهجرة ، ودفن في النجف الأشرف .