عاصر الإمام الحسين عليه السلام والده في أحلك وأصعب الظروف التي كان يمر بها خصوصاً بعد تسلمه الحكم في ظروف معقدة بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، وما تعرض له بعد ذلك من أزمات عصفت بجسم الدولة ، وكان أبرز تلك الأزمات عصيان معاوية في الشام ومخالفته التشريع الإسلامي واستخدام المكر والخداع في سبيل حفظ موقعه في الحكم .
عاش الإمام الحسين عليه السلام ظروف الحروب التي وقعت مع الحركات الإنفصالية كمعركة صفين والجمل ، وقد انتهت هذه المرحلة بأصعب محنة ألا وهي استشهاد الإمام علي عليه السلام بعدما ضربه أشقى الأشقياء عبد الرحمان بن ملجم بالسيف على رأسه وهو يصلي صلاة الفجر في المسجد .
رافق الإمام الحسين أخاه الإمام الحسن عليهما السلام في مواجهة الأحداث التي حصلت بعد استشهاد أبيهم في ظل التعسف الذي كان يمارسه معاوية الذي أقدم على أبشع جريمة عدوانية حيث أغرى زوجة الإمام الحسن عليه السلام فوضعت السم في طعام زوجها مما أدى الى وفاته .
بعد موت معاوية تولى يزيد من أبيه الخلافة وأراد أن يأخذ شريعة سلطته من الإمام الحسين عليه السلام فرفض طلبه لأنه لا يصلح لقيادة الأمة ولا يمتلك المؤهلات العلمية ولا السلوكية .
رد يزيد على رفض الإمام الحسين عليه السلام لطلبه بإعلان الحرب عليه ووضعه بين أمرين : إما المبايعة وإما القتل .
بدأ الإمام الحسين عليه السلام بأوسع حملةٍ لتوعية الأمة وتحريكها لمواجهة الظلم والفساد الذي يمارسه النظام الحاكم بقيادة يزيد بن معاوية ، فلقيت هذه الدعوة ترحيباً من عددٍ كبيرٍ من المسلمين في مدينة الكوفة العراقية الذين أعلنوا عن تأييدهم ومبايعتهم لحركة الإمام الحسين عليه السلام .
أرسل الإمام الحسين (ع) لهؤلأ الأنصار سفيره مسلم بن عقيل فأعطوه البيعة واجتمعوا حوله وكانوا ينددون بممارسات النظام الحاكم .
في هذا الوقت تمكن عبيد الله بن زياد وهو من أعوان يزيد بن معاوية أن يدخل الى الكوفة ويستعيد الإمساك بالسلطة التي فقدت نفوذها نتيجة ثورة الناس .
أعلن عبيد الله بن زياد أنه سيعتقل ويحاكم ويقتل كل من استمر بمبايعته للإمام الحسين عليه السلام ، خافت الناس وبدأت تتراجع الى أن بقي مسلم بن عقيل وحيداً فحاصره المسلحون التابعون للنظام ومن ثم قتلوه والناس لم تحرك ساكناً .
بعد مقتل مسلم بن عقيل قُطعت الطريق على الإمام الحسين (ع) وحاصروه في كربلاء وكان معه مجموعة قليلة من الأنصار لا يتجاوز عددهم السبعين بالإضافة إلى أهل بيته من النساء والأطفال .
لم يترك الأعداء مجالاً للإمام الحسين (ع) إلا الحرب أو الإستسلام ، بقي الإمام الحسين ثابتاً على موقفه رافضاً الإستسلام للظالمين والمفسدين الذين أعلنوا عليه الحرب فقاتلهم حتى الإستشهاد هو وأصحابه في أرض كربلاء .
ـــــــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
- رفض الإمام الحسين مبايعة يزيد بن معاوية ونظامه لأن يزيد لا يمتلك المؤهلات العلمية والسلوكية لقيادة الأمة وهو فاسد يمارس الظلم والجور على الأبرياء .
- طلب يزيد من الإمام الحسين (ع) مبايعته فرفض طلبه وأعلن عن حركة الإصلاح والتغيير بوجه النظام الحاكم .
- إستجاب عدد كبير من الناس للإمام الحسين (ع) في مدينة الكوفة فأرسل إليهم مسلم بن عقيل ليقودهم ويأخذ منهم البيعة ريثما يصل هو اليهم .
- تمكن النظام من قتل مسلم بن عقيل بعدما تخلت الناس المبايعة عنه .
- حاصر النظام الأموي الإمام الحسين (ع) في أرض كربلاء ووضعه أمام خيارين الحرب أو الإستسلام .
- رفض الإمام الحسين (ع) الإستسلام وقاتل حتى الإستشهاد .
- إستشهد الإمام الحسين (ع) هو وأصحابه في العاشر من شهر محرم في أرض كربلاء العراقية .
ــــــــــــــــ