تولى الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام مسؤولية حفظ الرسالة وتبليغها بعد وفاة أبيه الإمام محمد الباقر عليه السلام وسط موجات الإنحراف الفكري والعقائدي وكان همه الأول أن يحفظ الرسالة ويرشد الناس الى الطريق الصحيح حتى لا يضيعوا في موجة الإنحراف الثقافي والسلوكي .
بدأ الإمام الصادق عليه السلام عملية المواجهة ضد المنحرفين بإعداد أكبر كادر علمائي ، واستطاع خلال فترة وجيزة أن يؤسس مدرسة لتعلم الدين وأحكامه ، وقد انضم إليها المئات من الطلاب الذين استطاع قسمٌ كبيرٌ منهم أن يصل إلى مراتب عالية في العلم والمعرفة .
هذا التحرك الواسع الذي قام به الإمام الصادق عليه السلام شكل خوفاً عند السلطات العباسية الحاكمة التي اعتبرت أن التفاف الناس حول الإمام الصادق عليه السلام يشكل خطراً على حكومتها .
أعلنت هذه السلطة حربها على الإمام الصادق (ع) وصارت تضيق عليه لمنعه من إكمال مسيرته ، وهذا الخوف قاد ثاني ملوك بني العباس المنصور الدوانيقي إلى قتل الإمام الصادق عليه السلام للتخلص منه نهائياً ، وقد فعل ذلك بواسطة السم في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148 بعد الهجرة ، ودفن الإمام الصادق (ع) في البقيع بالمدينة المنورة .
ــــــــــــــــــــــــــــ
ـ حول الدرس :
- الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام هو الإمام السادس من الأئمة الذين أوصى النبي (ص) بالرجوع إليهم .
- واجه الإمام الصادق (ع) موجات الإنحراف الثقافي والسلوكي بالإرشاد والتوجيه .
- ركز الإمام الصادق (ع) في عمله الرسالي على بناء العلماء واستطاع أن يخرج العديد منهم خلال فترة زمنية قصيرة .
- جابر بن حيان عالم كيميائي درس عند الإمام الصادق (ع) وتخرج من مدرسته
- خافت السلطة العباسية من تحرك الإمام الصادق (ع) وبدأت تلاحقه وتضيق عليه .
- أقدمت السلطة العباسية بشخص المنصور الدوانيقي وهو ثاني ملوك بني العباس على قتل الإمام الصادق (ع) بواسطة السم .
- دفن الإمام الصادق في البقيع بالمدينة المنورة .
ــــــــــــــــــ