تأثير الأنانية على العلاقة الزوجية ـ بقلم الشيخ حسين عليان
أرشدنا في كل توجيه تحدثنا فيه عن الحياة الزوجية إلى أن هذه الحياة تقوم على مبدأ الشراكة بين الزوجين وعليه فإن المطلوب من كلا الطرفين تربية نفسه على الفضائل التي تساعد على نجاح التعاون والتفاهم وتقاسم الأدوار وتحمل المسؤوليات لإنتاج شراكة حقيقية توفر سلامة الحياة الزوجية من كل شائبة .
ومن الأمراض التي يجب التنبيه على خطورتها الأنانية التي هي مرض يمنع من التعاون مع الآخر على أساس تقاسم الأدوار والمسؤوليات. فالأناني إنسان همه الرئيسي ما يُشبع روحه الغرائزية في الجانبين المعنوي والمادي والأناني قد يصاب بمرض شمولي بحيث تدفعه أنانيته إلى إعتبار ذاته أولاً وثانياً وثالثاً ولا يعنيه الآخر فهو أناني في مأكله وملبسه ومشربه ومكسبه وعلاقاته وغريزته .... فهذا مرض شمولي وهو أخطر ما يُصاب به الإنسان ، وهناك حالات غير شمولية كالإنسان الذي يُصاب بالأنانية في جانب معين ومحدد وهذا أيضاً خطر ولكنه أقل ضرراً من المرض الشمولي. وفي جميع الأحوال الأنانية تضرب مبدأ الشراكة وتُفقد الحياة الزوجية مبدأ التعاون وتقضي على العواطف والحب والمودة إلى أن تصل الأمور إلى الفصل النهائي بين الزوجين فانتبه لهذا المرض الخطير الذي يعدم القيم الإنسانية والتي بدونها لا يمكن أن تقوم حياة الشراكة والسلام .