علاقة الضيوف والزوار بالمشاكل الزوجية ـ بقلم الشيخ حسين عليان
قد تسبب العلاقات الإجتماعية إنزعاجاً للزوجة خاصة إذا كانت تلك العلاقات تستدعي عناية إستثنائية ومن اجل معالجة هذا المشكل نذكر بعض النماذج الأساسية من حالات العلاقات التي تفرض على الزوجة أعباءً زائدة تخرج في بعض الأحيان عن طاقتها وقدرتها أو لا تنسجم مع هواها ورغباتها .
1_ رفض الزوجة بعض ضيوف زوجها لسبب قناعتها بضرر العلاقة معهم أو عدم أهليتهم للصداقة أو لسبب تبعات العلاقة التي تفرض عليها علاقة مماثلة مع عوائلهم .
2- إعتبار الزوجة أن ضيوف زوجها يأخذون منها الوقت الذي ينبغي أن يوفره الزوج لأسرته .
3_ فتح الزوج باب بيته أمام القاصي والداني مما يُحمل الزوجة أعباءً تزيد عن قدرتها .
هذه النماذج إذاُ يمكن أن يسبب حصولها أو حصول أحدها إنزعاجاً وإستياءً لدى الزوجة وهذا الأمر يدفعها إلى مواجهة دائمة مع زوجها الذي تخيره بين هؤلاء الضيوف ونفسها وإن رفض ما تطلبه من تقليصٍ لعلاقاته التي تستدعي الضيافة . وفي المقابل يجد الزوج نفسه أمام مشكلة إجتماعية كبيرة خاصة إن كان السبب هو النموذج الثالث .
أمام هذه المعضلة بعض الذين لا يقدرون على الحوار والتفاهم ينهزمون في مواطن غضبهم ويختارون هدم حياتهم الزوجية وهذه هي المعالجة السلبية للمشاكل بين الزوجين وهي خطأ كبير طالما أن أبواب الحل كثيرة .
كيف نواجه هذا النوع من المشاكل ؟
معالجة المشكلة بحسب التصوير في النموذج الأول تتم في الصورة الأولى والثانية بالحوار مع الزوج بهدف إقناعه وإرشاده نحو الأفضل والأحسن وهذا من أعظم الأدوار الرسالية التي تلعبها الزوجة لأنها بهذا السلوك تقوم بدورين الأول تحقيق المصلحة الأسرية والثاني تربوي إنساني والدور الأخير يُظهر عظمة تأثير المرأة ووعيها ورشدها وقدرتها على الإصلاح والتغيير .
والمعالجة في الصورة الثالثة من النموذج الأول تتولى هي بنفسها البحث عن الحل المناسب الذي يؤدي إلى قطع العلاقة المختصة بها بشكل تدريجي من غير أن يؤثر ذلك على علاقات زوجها وهذا مرتبط بحجم وعيها وحكمتها في مواجهة المشاكل .
وأما معالجة المشكلة بحسب ما ورد في تصوير النموذج الثاني فإنما تتم بالحوار الذي تُظهر فيه المرأة عاطفياً وعملياً مدى إحتياجها لرعاية الزوج ويمكنها عندئذٍ أن تقنعه بضرورة إعطاءه الوقت المناسب لأسرته .
وفيما يتعلق بتصوير النموذج الثالث فإن الحالة تنقسم إلى قسمين : الأول عروض هذا الوضع بعد الزواج بحيث لم تكن الزوجة مهيئة نفسياً وثقافياً لمثل هكذا حياة ففي هذه الحالة يجب على الزوج محاورة زوجته وإقناعها بخياراته الإجتماعية شرط عدم تحميلها ما لا تُطيق على المستوى الخدماتي أمام ضيوفه .
وأما القسم الثاني أن يكون هذا الحال الإجتماعي لزوجها سابقاً على الزواج وهي مطلعة عليه فهنا إن لم تتمكن من الإنسجام مع هكذا حياةٍ فعليها محاورة زوجها لإيجاد حلولٍ تؤدي إلى رفع بعض مسؤوليات الضيافة عنها وإن إنسجمت مع واقع حياة زوجها الإجتماعي وإمتلكت نفس الروح الإجتماعية فهي المرأة التي تصنف من النساء اللواتي يشاركن أزواجهن في مسيرة العمل والكفاح في جميع جوانب الحياة .
والصور التي ذكرناها كأمثلة لتقريب الفكرة وتوضيحها تساعدنا على تحديد أنواع المشكل الناتج عن العلاقات والصداقات ليسهل علينا سلوك طريق الحل . وما ذكرناه من أمثلة تعلقت جميعها بالزوج ويمكن أن يكون للزوجة علاقات إجتماعية تزعج الزوج وفي جميع الأحوال فإن طريق الحل أصبح واضحاً لديك وهو الحوار والتفاهم فتدبر أمور حياتك كي لا تقع في حفر النـزاعات التي تدمر الحياة الزوجية .