الإصطدام بمتطلبات الحياة الزوجية ـ بقلم الشيخ حسين عليان
يعيش المرء في مرحلة العزوبة حياة قليلة المسؤوليات والقيود وبمجرد دخوله عالم الزوجية يتحول إلى إنسان مسؤولٍ عن إدارة مؤسسة وتحمل أعباء متطلباتها الكثيرة . وأول تلك المسؤوليات التي يعيشها حبس جزءٍ كبيرٍ من مساحة حريته وتأمين النفقات المطلوبة التي تتسع دائرتها تدريجياً مع وجود الأطفال الذين يحبسون جزءً زائداً من الحرية ويحتاجون إلى نفقات تزداد بحسب متطلبات الحياة . وهناك الكثير من الأمور التي تطرأ على المتزوج وتكون مختلفة عما فعله أو عاشه في مرحلة العزوبة وهذا كله إن لم يكن متجهزاً لمواجهته ومعداً نفسه لتحمله فإنه سيصطدم بالواقع وينعكس ذلك سلباً بشكل مباشر على حياته الجديدة ويكون بمثابة الجرثومة التي دخلت إلى جسمٍ سليمٍ فتحول إلى مريض وعندئذٍ لا بد من معالجة هذا المرض قبل إستفحاله في الجسم الزوجي .
وفي بعض الأحيان يشعر الزوج بوجود مشكلة كبيرة ويوعز ذلك إلى عدم الإنسجام مع شريكة حياته وعندما تسأله عن سبب الإختلاف مع زوجته يقول لك : صدقني لا أدري ماذا يحصل معي كل ما أعرفه أنني لا أستطيع متابعة هذه الحياة مع فلانة وهنا ننبه إلى ما يقوله بعض البسطاء أحياناً وهو : إرجاع مثل هذه المشاكل إلى السحر وما شبه هذا خطأ كبير لأن المشكلة ها هنا تكمن في أمرٍ قد لا يتجرأ الزوج من البوح به لأنه يعتبره هزيمة أمام مواجهة الواقع الذي يعيشه والحل الحقيقي هو في تدبر أصل الإشكال والتصميم على المواجهة وتحمل المسؤولية المطلوبة في المؤسسة الزوجية ولا يخفى عليك أن ما يحصل للزوج يمكن ان يحصل للزوجة أيضاً .