أبا العلاء وحتى اليومِ ما برحت
صناجةُ الشعر تهدي المترفَ الطربا
**
يستنزل الفكر من عليا منازله
رأس ليمسح من ذي نعمة ذنَبا
**
وزمرة الأدب الكابي بزمرته
تفرقت في ضلالات الهوى عُصبا
**
تصيد الجاه والألقاب ناسية
بأن في فكرة قدسية لقبا
**
وأن للعبقري الفذ واحدة
إما الخلود وإما المال والنشبا
**
وهؤلاء الدعاة العاكفون على
أوهامهم صنماً يهدونه القربا
**
الحابطون حياة الناس قد نسخوا
ما سن شرعٌ وما بالفطرةِ اكتسبا
**
والفاتلون عثانيناً مهرأة
ساءت لمحطتب مرعى ومحتطبا
**
والملصقون بعرش الله ما نسجت
أطماعهم بدع الأهواء والريبا
**
والحاكمون بما توحي مطامعهم
مؤولين عليها الجد واللعبا
**
أوسعتهم قارصات النقد لاذعة
وقلت فيهم مقالاً صادقاً عجباً
**
صاح الغراب وصاح الشيخ فالتبست
مسالك الأمر أي منهما نعب
**
هذا اليراع شواظ الحق أرهفه
سيفاً وخانع رأي رده خشب
**
ورب راض من الحرمان قسمته
فبرر الصبر والحرمان والسغبا
**
أرضى وإن لم يشأ أطماح طاغية
وحال دون سواد الشعب أن يثبا
**
وعوض الناس عن ذل ومتربة
من القناعة كنزاً مائجاً ذهبا
**
جيش من المثل الدنيا يمد به
ذوو المواهب جيش القوة اللجبا
**