نظرة الولد لأبويه ــــــــ بقلم الشيخ حسين عليان 2008
مع بداية ظهور الحالة المطلبية عند الولد يجب الإلتفات إلى نوع تصرفه وحجم طموحه فقد ينطلق في تفكيره من خلال تأثيرات خارجية ليس لها أي علاقة بمواهبه مثل حب تقليد الغير في الفعل والترك والغيرة من أبناء جيله خاصة معشره القريب وأحياناً يتهيئ له ضرورة الحصول على أمورٍ يرى فيها القوة والتأثير أو غير ذلك من الأمور التي يتصور أنها من مكونات الإنسان المميز وهنا يعتبر الولد أن مطالبه يجب أن تتحقق بغض النظر عن قدرة الأبوين على ذلك وعندما يطلب أمراً لا يقدر الأبوان على تحقيقه كما لو كان يتعلق بشأن مادي فإنه لا يبالي ولا يُقدر جانب الإستطاعة أو الأولوية وهذه النظرة تحصل غالباً من الولد تجاه الأب فهو يرى أباه أنه على كل شيءٍ قدير وعليه يجب أن يلبي مطالبه مهما كان نوعها وحجمها وفي هذا الحال تلعب التربية دوراً مهماً في إقناع الولد كي يتعاطى مع الأمور وفق المنطق والواقع وهذا الدور مطلوب بالدرجة الأولى من الأم لأنها أكثر تأثيراً عليه من الأب .
الأمر الآخر ينظر الولد إلى أبويه نظرة العصمة في القول والفعل والسلوك وأي إنحرافٍ لهما أو لأحدهما يرتد سلباً عليه فعلى الأبوين مراعاة طريقة التصرف أمام الولد سواء كان ذلك على مستوى تعاطي أحدهما مع الآخر أو تعاطيهما معه ومع الآخرين وأي إساءة تصدر منهما ولو كانت كلمة فإنها تؤثر على سلوكه التربوي وبالتالي يشعر أنه فقد القدوة إلى أن يصل إلى مستوى البحث عن قدوة خارج البيت كي يصل إلى ما يحتاجه نفسياً وفكرياً .
إذاً الولد ينظر إلى أبويه على أنهما قادران على كل شيء معصومان عن كل خطأ ومن أجل عدم ضرب هذه الثقة عنده يجب عليهما مراعاة أعلى درجات الدقة في توجيهه وإرشاده وإجتناب ما يهدم نظرته المثالية لهما .