الإعتناء والإهمال بتربية الأطفال ـ بقلم الشيخ حسين عليان 2008
الولد جزء من روح الأبوين فإذا تألم تألموا وإذا أصابه مكروه فكأنما أصابهم وهذا الشعور العاطفي يحدثنا عنه الإمام علي (ع) في كلامٍ له يوجهه لولده الحسن (ع) فيقول :" أي بني وجدتك بعضي بل وجدتك كلي ولو أن شيئاً أصابك فكأنما أصابني ، ولو أن الموت أتاك فكأنما أتاني ، فعناني من أمرك ما يعنيني من امر نفسي ".
فهذا الاحساس الكبير يدفع الأبوين الى الاهتمام المتزايد والسهر الدائم من اجل تأمين السلامة لأولادهم في كل جانب من جوانب الحياة . ومن خلال القراءة العملية والتتبع لحياة البشر نجد ان أول ما يشغل بال الزوجين هو التفكير بإنجاب طفلٍ يملأ حياتهما بالسعادة والسرور . وبمجرد العلم بانعقاد النطفة في رحم المرأة تدخل في عالم العناية حفاظاً على سلامة ما في بطنها ويتزايد الاعتناء شيئاً فشيئاً الى ان تضع حملها فينصب اهتمامها على مولودها . وخلال السنوات الأولى من حياة الطفل تتولى الأم حماية طفلها من البرد والحر وتهتم بصحته ومأكله وملبسه . من ثم تعلمه الكلام والمشي وتنبهه الى ما يضره مثل الاقتراب من النار او الأماكن المرتفعة او اللعب بما يؤذيه وغير ذلك ، فتمارس الأم والى جانبها الأب في هذه السنوات رقابة مشددة من أجل حماية الطفل من أي خطرٍ أو مكروه .
وبعد هذا السرد الذي يكاد لا يخفى على أحدٍ ويدركه الإنسان بالفطرة ، فليس هو المقصد ، ما نقصده هو إظهار المفارقة الكبيرة بين الاعتناء والاهتمام في السنوات الأولى من عمر الطفل وضعفه وترهله بعد بلوغه مرحلة القدرة على الأكل واللبس واللعب لوحده من غير مساعدة أحد ، وهذه الظاهرة ليست شاملة لكل اسرةٍ ولكنها موجودة في أحيان كثيرة . فنجد بعض الأباء والأمهات لا يهتمون لمعشر ولدهم ولا لسير حياته الخاصة مثل مراقبة تصرفاته في البيت أو حياته العامة في الملعب والمدرسة وغيرها من الأماكن والحالات .
والاشكال الثاني : هو ترك مواكبة النمو الجسدي والفكري للولد ومتطلباته المختلفة سواء كان ذلك عن عمدٍ أو عن غفلة وتسامح فان النتيجة في سائر الأحوال واحدة .
الاشكال الثالث : معالجة المشاكل الانحرافية التي يقع فيها الولد ، وتقويم اعوجاجه بواسطة العنف مثل الشتم والضرب وغيرها من الاساليب السلبية .