ليلة الخميس ـــــــــــــ
أشتاق إليك يا ليلة الخميس ..
أشتاق إلى القصيدة التي كانت تمشي كالموجة إلى الشاطئ ..
تحمل الزبد تاجاً فوق رأسها ..
ثم يذهب الزبد جفاءً ويمكث في الأرض ما ينفع الناس ..
كانت هي الأم التي تجمعنا ..
كنا نجلس حلقة واحدة وفي يد كلّ واحدٍ قلمٌ ودفتر ..
وفي وقت لا يتجاوز الدقيقة يلقي كل واحدٍ حصيلة تفكيره ..
وهكذا تمضي ساعات ليلة الخميس ..
ويبقى الجميع على موعدٍ في لقاءٍ آخر ..
إلا أن الزمن يسير ولا ينتظر أحداً ..
وكيف ينتظرنا وهو سفينة ليلٍ ونهار تسير ولو كنا واقفين وتقطع بنا المسافة ولو كنا مقيمين ..
وفي الدرب الطويل تتبدل الأهواء وتختلف الآراء وليس للسفينة إلا مجرىً واحداً ..
شخص ينتظر الموعد وآخر يسدد سهامه على اللقاء ..
وهنا تتكسر الأبيات وتموت القصيدة ..
ثم يرحل القاتل ..
إستوحش الجمع من هيبة الموت فغادروا موطن اللقاء بعد أن دبّ الرعب في قلوبهم ..
غادروا متفرقين ولم يتفقوا على موعد آخر ..
لم تدفن القصيدة بقيت سوأةً كجريمة قابيل ..
بقيت قرب الشاطيء شاهداً على بشاعة عدوانهم ..