كان في قفصي حسون يغرد بحنين تارة .. وأخرى بلحن نشد الثورة ..
أستيقظ كل صباح على آذانه وتصحبني تراتيله طيلة اليوم .
كنت على الدوام أتفقده لأطمئن على حاله .
أحببت هذا العصفور الصغير حباً كبيراً .. حباً فوق الوصف..
وفي ذات يوم ظننت أن هذا الطائر لا يتكلم ليطربني ..
ظننت أنه يستغيث ويناجي ليخرج من هذا الحبس الصغير إلى عالمٍ رحبٍ وواسع ..
ظننت أن هذا الطائر يبحث عن حريته في سماء الغابات والحدائق ..
لذا قررت أن أفرج عنه ..
فتحت باب سجنه الصغير وقلت له :
إنطلق حيث تشاء ..
غادر الطائر ليعيش حريته المطلقة في عالمه الرحب حيث السيادة المطلقة ..
وكأن هذا العصفور الصغير يأبى أن تكون حياته أكلاً وشرباً بلا حرية .
فتنبهت في هذا الوقت لأستحضر معنى الحرية التي لا يدرك قيمتها من باع نفسه بخسيس العيش ..