دور المسؤول في توجيه المجتمع
الشيخ حسين عليان
لعلك أدركت أهمية دور الراعي في توجيه أفراد المجتمع نحو بناء الذات من خلال الدرس الذي أعطاه النبي (ص) للسرية العائدة من مهمتها القتالية . وايضاً من خلال كلمات وسلوك الإمام علي (ع) الذي رفض ان يُنادى بلقب الإمرة من غير ان يشارك الناس في همومها الحياتية ولم يعر أهمية لأعلى موقعٍ في السلطة إلا في مقام خدمة الإنسان وتوجيهه نحو الأفضل .
من هنا نفهم أن الراعي باستطاعته مساعدة أفراد المجتمع على خوض معركة بناء الذات من خلال سلوكه تارة ومن خلال توجيهه ورعايته تارة أخرى .
فالراعي يشكل المثل الأعلى بالنسبة لأفراد المجتمع وهم يتأثرون به سلباً وإيجاباً وسلوكه ينعكس على سلوكهم وثقافته على ثقافتهم فيصبح كالمرآة التي ان نظرت اليها تجد صورتك فيها .
فالراعي يؤدي دور الأب والمربي وحينما نرجع الى اكمل قائدٍ عرفته البشرية النبي محمد (ص) الذي زود الانسانية بما يحفظ عزتها وكرامتها في الدنيا والآخرة فانظر الى تلك الحقبة من الزمن التي عاشها مع المسلمين الذين غذاهم بالطاقات الفكرية والروحية والنفسية فكان الفرد يتخلى عن عصبيته الجاهلية رغم القهر والمعاناة ويأتي ليذوب في الانسان الذي رأى فيه المثل والقيم .
هذه التجربة عاشها تلميذه ووصيه علي بن أبي طلب (ع) إرشاداً وتوجيهاً يفيض من عقل نوراني ينحدر عنه السيل ولا يرقى اليه الطير وما زالت أقلام الباحثين والمفكرين تخط من مداد علي بن ابي طالب (ع) رسالة الإنسان والإنسانية .
ونستخلص من كل ذلك ان الراعي له الدور الأكبر في تربية أفراد المجتمع على القيم والمبادئ وتشجيعهم على مجاهدة أنفسهم ومحاسبتها وحتى يتمكن من إصلاح المجتمع لا بد له من الإحاطة بمعرفة التنوع البشري على مستوى الثقافة والإنتماء والسلوك .... وهذا ما سنتعرف عليه في الفصل القادم .