الحث على الإخلاص / الشيخ حسين عليان
قال الله تعالى :{ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صُنعاً } الكهف /103-104 .
وقال :{… فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} الكهف /11 .
وقال ايضاً :{ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء …} البينة /5 .
وفي الحديث عن الإخلاص في النية قال النبي (ص) :" نية المؤمن خير من عمله ".
وقال :" إنما يبعث الناس على نياتهم ". ويروي النبي (ص) عن الذين أشركوا غير الله في نياتهم وقصدوا الدنيا من وراء أعمالهم فهؤلاء يؤتى بهم يوم القيامة ليحاسبوا فيقول (ص) :" إن أول الناس يُقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت ولكنك قاتلت ليقال جريء ! فقد قيل ذلك . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار .
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن . فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت القرآن . قال : كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ القرآن . فقد قيل ذلك . ثم أمر به فسحب على وجهه الى النار .
فالنبي (ص) في هذا الحديث يشرح طبيعة العلاقة الصحيحة مع الله عز وجل . فإنه ليس المهم أن يقاتل ويجاهد ويتعلم ويُعلم ويقرأ القرآن ويتصدق ويصلي ويصوم … المهم ان يخلص لله في هذه الأعمال وأمثالها لأن كل عمل منها له بُعده في بناء الحياة الإنسانية بناءً صحيحاً ، لاحظ عندما تحدث الله تعالى عن الصلاة قال ( تنهى عن الفحشاء والمنكر ) والأمر الثاني ان الانسان الذي لا يخلص في عمله لله كيف يمكنه ان يكون مخلصاً مع الناس ؟
فالإخلاص لله تعالى تربية للنفس وترويضاً لها على الصدق والطهارة في العلاقات الانسانية المتبادلة .