معنى فريضة الأمربالمعروف والنهي عن المنكر
بقلم الشيخ حسين عليان
خلق الله الإنسان وجعله في هذه الأرض ليمضي مرحلة إمتحانٍ واختبار، ولينتقل بعدها إلى عالم الخلود وليحاكم هناك على أساس سيرته في الدنيا ، وبما أن عملية الحساب ثواباً وعقاباً تحتاج إلى بيانٍ مسبقٍ لأنه يقبح العقاب بلا بيان، والمولى عز وجل منزه عن فعل ذلك كما جاء في الكتاب (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) فحتى يصبح الإنسان ملزماً بالشيئ فعلاً أو تركاً لا بد من بيان ما هو واجب وما هو محرم ، وقد كلف الله تعالى بهذه المهمة الأنبياء وورثتهم . وبعد أن يتضح للإنسان ما هو واجب عليه أو محرم قد يتعمد المخالفة أو يغفل عن التكليف أو يقصر في تنفيذ المطلوب ، ومن أجل التنبيه والتذكير وتقويم الإعوجاج كان لا بد من تشريع يُعنى بإرشاد الإنسان إلى الإلتزام بواجبه الذي يحفظه من الوقوع في الخطأ والمعصية أو الإستمرار في ذلك ، وهذا التشريع هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فالمعروف هو الخير الذي أراده الله تعالى خطاً سلوكياً يعصم الإنسان من الوقوع في الخطأ والإنحراف عن الصراط المستقيم ، والمعروف الذي أمر الله به كان من أجل مصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة ، لأن الله غني عن طاعة عباده وآمن من معصيتهم فمن يعمل صالحاً إنما يعمل لنفسه ومن يرتكب المنكر إنما يضر نفسه .
فنهانا الله عز وجل عما فيه المفسدة وأمرنا بما فيه المصلحة ، وبناء على ذلك فإن المعروف هو الخير الذي يوفر السلامة للإنسان في الدارين الدنيا والآخرة .
وأما المنكر فهو الشر الذي يضر بالإنسان في الدارين الدنيا والآخرة .
وحتى لا يقع الإنسان في المحذور كان تشريع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كرادعٍ تحذيري وإصلاحي يُظهر للناس خارطة الإستقامة والسير وفق تفاصيلها.