طرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
بقلم الشيخ حسين عليان
من الخطأ حصر عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطريقة واحدة ، ومن الخطأ أيضاً ممارسة هذا الواجب بشكل عشوائي ، فهناك نظام تفصيلي تظهر فيه الطرق والوسائل بحسب إختلاف الحالات والظروف ، ومن أجل توضيح الفكرة نعطي أمثلة من خلال ذكر بعض الطرق في الأمر والنهي .
1- إظهار الإنزعاج من فاعل المنكر أو تارك المعروف بطريقه نظهر له من خلالها أنه ترك عملاً واجباً أو فعل شيئاً محرماً .
2- الأمر والنهي بالكلمة بأن نرشد ونعظ تارك المعروف أو فاعل المنكر ونذكره بالثواب والعقاب . وهذه النقطة بالتحديد أخذت حيزاً كبيراً في الشرع الإلهي فقد أمرنا تبارك وتعالى أن نتخذ من الكلمة الحسنة سبيلاً في عملية الوعظ والإرشاد، فنلاحظ في النداء الإلهي المتوجه إلى نبينا موسى وأخيه هارون (ع) عندما كلفهما بالذهاب إلى فرعون لوعظه قال: ( إذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) ( طه \ 43-44 ).
- ويقول تعالى عن الوعظ بالكلمة الحسنة :
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ( النحل – 125).
- ويقول أيضاً :
( قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) ( الإسراء \ 53 ).
- ويقول : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم ) (فصلت \ 34 ).
- ويقول : ( وقولوا للناس حسناً ) ( البقرة \ 83 ).
- ويقول : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ) ( الأحزاب \ 70 ).
وبعد ذكر هذه الآيات يتأكد لديك ما للكلمة من أهمية في عملية الوعظ والإرشاد إلا أن الكلمة الحسنة وحدها غير كافية فنحتاج معها إلى الحكمة حتى نحقق الغرض المطلوب فلرب إنسان أحسن الكلام مع غير أهله أو وضعه في غير موضعه ..............
فالكلمة الحسنة هي الوسيلة الأفضل ولكنها كي توصلنا إلى ما نريد نحتاج إلى آلية الوصول وذلك بواسطة الحكمة ، ومن الواضح أن الكثير من الناس يمكنه أن يتقن الكلمة الحسنة ولكن إمتلاك الحكمة ليس متوفراً إلا عند من لديه العلم والخبرة والتجربة . وقد ركز تعالى على جانب الحكمة كما على الكلمة الحسنة ، فقال : ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ........) ( لقمان \ 12 ).
وقال : ( وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب ) ( ص \ 20 ).
وقال : ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يُؤتَ الحكمة فقد أُتيَ خيراً كثيراً وما يذّكّرُ إلا أولوا الألباب )
( البقرة \ 269).
وبذلك تكون قد عرفت أن عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحتاج إلى وعي وإدراك وعلم وحكمة وليست عملية عشوائية فينبغي فيها مراعاة ما يؤدي إلى تحقيق النتائج الحسنة .
3- إعمال القوة في منع ارتكاب المنكر أو صد مرتكبه ، فعند عدم إمكان التأثير بالأمر الأول والثاني نلجئ إلى عامل القوة ، وهذا الفرع يحتاج بطبيعة الحال إلى مقومات تكفل تحقيق الهدف المنشود والتي أهمها : أن يكون الآمر أو الناهي مبسوط اليد ويمكننا تلخيص الشروط المطلوبة في المراتب الثلاثة على النحو التالي :
1- أن يكون المرشد والموجه في الأمر والنهي عالماً بأحوال المعروف والمنكر، وعالماً بالوسيلة التي يجب إستخدامها وكيفية التطبيق .
2- القدرة على التأثير لدى المأمور والمنهي .
3- أن لا يلزم من الأمر والنهي حصول الضرر على الآمر والناهي في ماله أو عرضه أو شخصه.
هذا وقد ذُكر في الكتب الفقهية أحكامٌ تفصيلية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم نوردها في هذا الفصل على نحو التفصيل، فمن أراد الإطلاع على تلك الأحكام للحصول على مزيدٍ من الفائدة يمكنه مراجعة الرسائل العمليه بحسب تقليده .