الحقيقة الضائعة
هاجرت بحثاً عن الحقيقة ..
أمشي في الأزقة وأسأل ..
في كل مكانٍ كنت أشعر بالغربة ..
تعبت المسير ..
جلست قرب مقبرة ..
أهلها كثيرون ..
لا تسمع لهم حتى همهمة ..
وكيف ذلك .. وقد أكلت الأرض أجسادهم ..
أنتم أخرسكم الموت ..
عجباً من أخرس أولئك الأحياء ..
عجباً كيف لا يصرخ المتألم ..
أهم نيام .. أم أن السلطان سقاهم ماء السكر !
أجساد تكاد تناطح السحاب ..
من غل أيديها ؟
من أسدل الستار على عيونها ؟
لماذا رضوا الخضوع ؟
لماذا قبلوا الذل ؟
هي الدنيا كثيرة مشاهدها ..
هي الدنيا كثيرة عللها ..
سلكت بأناسٍ طريق العمى ..
أخذت بأبصارهم عن منار الهدى ..
فتاهوا في حيرتها .. وغرقوا في نعمتها ..
جمعتهم على فريسة قذرة .. أشد قبحاً من الجيفة ..
هي الدنيا لعبوا بها ولعبت بهم ..
هي الدنيا اتخذوها رباً ونسوا ما وراءها ..
في أي غفلة أنتم تسرحون ..
أي سِنة أخذتم ..
أي نومٍ فيه غرقتم ..
انهضوا لنبحث سوياً عن الحقيقة ..
قوموا لنهتف بصوت واحد ..
تعالوا نتذوق نكهة الشجاعة ..
ونعلن كفرنا بقصورهم .. ونقول : لسنا عبيداً لكم ..
فإن أفضل الجهاد كلمة حقٍ بوجه سلطانٍ جائر ..