معالجة مشكلة الكذب عند الأطفال ـ بقلم الشيخ حسين عليان
مشكلة الكذب عند الأطفال تبدأ في السنة الثالثة من عمره تقريباً وتقع هذه المشكلة في حالات مختلفة منها :
- التحريض على الآخر : وفي هذه الحالة ينسب الطفل للآخر أفعالاً لم تصدر منه كأن يقول لأحد أبويه أو أخوته الكبار ضربني فلان أو أخذ مني الغرض الفلاني أو قال لي: ( كذا وكذا ) من الكلمات التي يحرمها الأهل عليه عادة ويبرز في موضع الضعيف بطريقة عاطفية مثيرة ويهدف من وراء ذلك إلى لفت النظر إليه وطلب الإهتمام به وإبعاد الآخر من هذه الدائرة .
- إدعاء المرض : يحاول الطفل أحياناً لفت النظر إليه وإستعطاف الأكبر منه لمزيدٍ من الإهتمام به من خلال إدعائه المرض الذي ليس له وجود في الواقع .
- الوصول إلى مراده : أحياناً يستخدم الطفل أسلوب الكذب للوصول إلى مراده كما لوكان يريد شراء لعبة أو التخلص من شيءٍ يفرضه الأهل عليه مثل الذهاب إلى مكان لا يحبه أو العكس ...
- الهروب من الخطأ : يرتكب الطفل خطأ ويدرك ما فعله فيحاول التغطية على خطأه ليخفف عن نفسه العقاب فينسب ذلك الفعل إلى غيره كأن يكسر شيئاً من أغراض البيت أو غيرها أو أن يُقدم على فعلٍ مرفوضٍ عند الأهل .
في هذه الحالة يستخدم أسلوب الكذب لتبرئة نفسه وفي مثل هذه السلوكيات يجب أن نهتم بمعالجتها بطريقة نستوعب من خلالها حاجات الطفل لنضعه في الموضع الذي يسعى للوصول إليه بواسطة الكذب من غير أن يدفعه باتجاه الكذب وعند إهماله أو التعاطي معه وفق ما يريد فإننا نكون قد ساهمنا بطريق أو آخر على إعتياده سلوك طريق الخطأ للوصول إلى مراده.
النقطة الثانية : مساهمة الأهل بطريقة مباشرة إعتياد الطفل على الكذب وهذه الحالة تبرز من خلال السلوك اليومي معه مثلاً كأن يقول له أحد الأبوين: خذ هذا المال ولا تقل لأخيك وإذا سألك فلان أين كنتم قل له كنا في المكان الفلاني أي في غير المكان الحقيقي وما شابه ذلك من أمورٍ وعندئذٍ نكون قد علمنا الطفل طريقة الكذب من غير قصد .
ومن خلال الأمثلة التي ذكرناها يتكون لدينا فكرة واضحة عن ضرورة الإهتمام بأبسط الأمور في
تربية أولادنا على ما ينفعهم ويعودهم على السلوك الصحيح .