معركة أُحد
أكمل رائد دروسه وفي الوقت المخصص للمطالعة فتح كتاب التاريخ الإسلامي ليتابع تعرفه على الأحداث الماضية .
كان رائد قد قرأ في المرة السابقة عن معركة بدر الكبرى، والآن يقرأ عن معركة أحد ، إنها المعركة التي إستعد لها الكفار والمشركون بعد الهزيمة التي تعرضوا لها في معركة بدر التي إنتصر فيها المسلمون عليهم إنتصاراً ساحقاً.
بعد معركة بدر رجع أبطال الجيش الإسلامي إلى المدينة المنورة مسرورين بالنصر الذي حققوه على المشركين وشكروا الله تعالى وحمدوه على تسديده ومساعدته لهم في مواجهة أعداء الله ، وفي الوقت نفسه رجع المشركون إلى مكة مهزومين قلوبهم مملوءة بالحقد وهم يفكرون كيف يثأرون من المسلمين .
بقي المشركون في حقدهم وغيظهم وهم يستعدون لمواجهة المسلمين في معركة يثأرون فيها لقتلاهم ويعيدون فيها الإعتبار لأنفسهم ، وبعد مرور سنة بعد معركة بدر كان الكفار يتجهزون لمواجهة أخرى فنظموا صفوفهم من جديدٍ واستعادوا قوتهم ، وانطلق أبو سفيان على رأس جيشٍ كبيرٍ يُعد بالآلاف باتجاه المدينة المنورة ، وبمجرد أن وصل الخبر إلى النبي (ص) ، بدأ يستعد لصد هجوم الأعداء ، فنظم جيشه وجهزهم وأعطاهم التوجيهات اللازمة في هذه الحرب المتوقعة وأمرهم الإلتزام بالأوامر وأن لا يتخلوا عن مواقع القتال حتى لا يغدر بهم الأعداء .
إلتقى الجيشان في منطقة أُحد ودارت بينهما معركة حامية قاتل خلالها الجيش الإسلامي ببسالة وشجاعة وصبر وثبات ، تراجع الكفار إلى الوراء فظن المسلمون أن المعركة إنتهت وأن الكفار قد هربوا .
ترك المقاتلون في الجيش الإسلامي مواقع القتال في المرتفعات والتهوا بجمع غنائم الحرب .
في هذا الوقت إستغل جيش المشركين الفرصة ليسيطروا على المرتفعات التي كان فيها المسلمون وعادوا إلى المواجهة من جديد ، في هذه الأثناء كان الإمام علي عليه السلام يحمي النبي (ص) الذي كان يقاتل مع المسلمين بشجاعة وثبات ويرفع من معنويات المقاتلين .
كان المشركون يفكرون باحتلال المدينة المنورة وقتل النبي (ص) إلا أن حلمهم هذا لم يتحقق رغم الجروح التي تعرض لها النبي (ص) في هذه المعركة .
بقي الجيش الإسلامي يقاتل من غي تراجع ولا استسلام رغم سيطرة الإعداء على جانبٍ كبيرٍ من المعركة .
وبعد هذه المواجهات العنيفة يأس المشركون ورجعوا من غير أن يحققوا أهدافهم واستمرت الدعوة الإسلامية بقيادة النبي (ص) إلى أن تمكن في نهاية الأمر من هزيمتهم في مواقعهم عندما فتح مكة المكرمة ودخلها من غير أن يتمكن المشركون من الصمود بوجه الجيش الإسلامي الباسل بقيادة النبي محمد (ص)
ــــــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
_ معركة أُحد كانت بعد سنة من معركة بدر .
_ تهيئ الكفار وأعدوا جيشاً كبيراً لأخذ الثأر من المسلمين بعد هزيمتهم في بدر .
_ توجه الكفار إلى المدينة لقتال المسلمين إلا أن النبي (ص) علم بالأمر وجهز جيشه للمواجهة .
_ إلتقى الجيشان في منطقة أُحد وحقق المسلمون الإنتصار في بداية المعركة .
_ إنهزم المشركون وتراجعوا فترك المسلمون مواقع القتال وانشغلوا بجمع الغنائم .
_ لم يتمكن المشركون من تحقيق أهدافهم بقتل النبي (ص) واحتلال المدينة المنورة بعد أن إستبسل الإمام علي (ع) في مواجهتهم ومعه مجموعة من المجاهدين .