كانت تجلس في محراب الصلاة تتوسل إلى الله وتناجيه ..
إعتصمت بحبله المتين ونفسها آمنة مطمئنة ..
فجأة خرج عليها الملاك بصورة البشر وخاطبها قائلاً :
يا مريم ستكونين مودع السر وحاملة الأمانة ..
سألته البتول : من أنت ؟
قال : يا مريم أنا رسول ربك لا تخافي أتيت لأبلغك رسالة الله ..
وأيُ رسالة هذه !
إنها المعجزة ..!!
لقد اختارك الله ليهب لك غلاماً زكياً واصطفاك على نساء العالمين ..
تعجبت مريم وقالت :
كيف يكون ذلك من غير أن يكون لي زوج ؟! من غير أن يمسني بشر ؟!
بلى يا مريم إن ربك يقول : هو أمرٌ عليه هين لا تستغربي هي مشيئة الله .
عفوك يا رب .. هي عظمتك .. هي قدرتك ..
حملت مريم المعجزة في أحشائها إلى أن حان وقت الوضع ..
حينها تمنت الموت .. تمنت أن تكون نسياً منسياً ..
يا مريم لا تهابي الناس في لومهم لا تخافي فعينُ الله ترعاك ..
فإن رأيت أحداً منهم قولي إني نذرت للرحمان صوماً ..
إن الله سيعصمك من الناس ويهيء لك مخرجاً .
جاءت مريم إلى قومها وهي تحمل على يديها طفلاً ..
فوبخوها وألقوا عليها اللوم ..
يا إبنة الأطهار ما كان أبوك امرىء سوء وما كانت أمك بغيا..
ماذا فعلتِ ؟ من أين لك هذا ؟
ما كان بمريم إلا أن أشارت إلى الطفل ، اسألوه فهو يخبركم ..
عجباً كيف نكلم من كان في المهد صبياً ..
هي لم تسخر منهم إنها معجزة الله ..
تكلم الطفل وخاطبهم ..
يا بني أمي ..
أيها الناس ..
لا تتهموها .. لا .. هي ليست خائنة ؟
لقد أَتت إليكم تحملني وقد اختارني الله أميناً على رسالته وحاملاً لمعجزته ..
أنا آتٍ لأحمل إليكم السلام والمحبة .. سأُحيي موتاكم وأشفي مرضاكم بإذن الله ..
نعم أنا رسول المحبة والسلام إليكم ..
تكلم الطفل المعجزة ..
خرست ألسن القوم .. وصدقت مريم ..
إليك يا حاملة المعجزة .. إليك يا حاملة أمانة الرب
نرفع كل آلامنا والجراح ..
فأنت من علمنا أن الصبر طريق الحقيقة المرة ..