هجرة الديار ـــــــــــــــ
يا أفنية الديار سجلي أن أقدامي وطأت أرضك وأن دموعي سقت الزرع في أحواضك .
سجلي على عتبات أبوابك أن ضيفاً جلس عند السور إنتظر طويلاً ثم خرج من غير أن يحدد وجهة سيره .
سجلي أن غريباً لا أعرف إسمه يرتسم الحزن في مدمعه لامس جدران البيت بحنينٍ وأنينٍ ثم رحل .
يا ديار تذكري يوماً عندما يرجعون وأخبريهم أني دفنت في هذا التراب رسالة
مشيت والحنين يذوب دمعاً حتى صار خيوطاً ملؤها العُقد يتقاطع كشباك الصيد ثم تسرقه الشمس أبخرة ويرحل إلى سماء الكون ضباباً أبيضاً مثقلاً بآلآمي وأوجاعي يحمل حكايتي رسالة إلى النجوم
فتغضب السماء وتنـزل مطرها على بيادر الفلاحين الذين يفرحون بالغيث ولا يعرفون أن في
الماء دمعي فأحبس السر في نفسي وأتركه يجري وجعاً في أوردتي وأصبر على طول المدة وشدة ألمها ملتزماً الصمت وسط الكلمات المتكدسة في كل مساحات الروح .