الأمانة والوفاء /
س ـ كيف ينظر الإسلام لمسألة الوفاء بالوعد وأداء الأمانة ؟
يقول الله تعالى : ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) ( المؤمنون \ 8 ).
ويقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) ( الأنفال \ 27 ).
ويقول النبي (ص) : ليس منا من أخلف الأمانة .
ويوصي الإمام علي (ع) مالك الأشتر أن يفي بوعده وعهده حتى مع العدو عند عقد أي مصالحة معه ، فيقول : وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحُط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت فإنه ليس من فرائض الله شيئ الناس أشد عليه إجتماعاً مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود ، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر .............
من خلال هذا التوجيه يبين الإمام سلام الله عليه أن الوفاء بالعهود من القيم الموجودة عند الناس على اختلاف إنتماءاتهم وأهوائهم وأعراقهم ،والمشركون فيما بينهم يحترمون العهود ويؤدون الأمانات لبعضهم ، فكيف يصح للمسلم مخالفة ذلك وهو يأخذ تعاليمه من رسالة تأمر بالأمانة والوفاء والصدق .
ويؤكد الإمام علي بن الحسين (ع) لنا هذا المعنى بصريح قوله : لو أن قاتل أبي إئتمنني على السيف الذي قتل به أبي لرددته إليه .
بهذا الوضوح يظهر لنا مدى أهمية الوفاء بالوعد والعهد وأداء الأمانة .
بقلم الشيخ حسين عليان