المذهب الزيدي
كتبهاالاعلامي /علاء الدين الشلالي ، في 23 ديسمبر 2007م
فرقة إسلامية سميت بالزيدية نسبة إلى الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهي أحد الفرق الاسلامية الشيعية ويختلفون عن الشيعة الاثني عشرية بانهم لم يقصروا الإمامة في عدد محدود من آل البيت ، فاعتقدوا بان الإمامة تجوز في كل حر تقي عادل عالم من آل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم . وفكرهم يقوم على أسس تتفق مع أسس المعتزلة نظرا لكون المعتزلة كونهم نشأووا في البيئة نفسها ويعد المعتزلة الإمام زيد بن علي وملامح هذا الاتفاق النابع من مصدر واحد هو ما يعرف ب الأصول الخمسة وهي :- التوحيد والعدل والوعد بالوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بجانب ما تميز به الزيدية من وجود فقه متكامل بينما كان المعتزلة إما أحناف أو شافعية أو زيدية . كماتتميز الزيدية بنظرية سياسية، حيث تعتبر الزيدية الامامة رئاسة عامة وتعد من أوجب الفرائض ومن أركان الإسلام كما لدى عامة الشيعة ويكون إختيار الإمام بالترشيح ومعناه ان يختار من أهل البيت من تتوفر فيه شروط الامامة من أولاد الحسن والحسين على السواء ويعتقدون بجواز إمامة المفضول مع قيام الأفضل ، و جوزوا مبايعة امامين في اقليمين مختلفين بحيث يكون كل واحد كل واحد منهما إماما في اقليمه ما دام جامعاً لأوصاف الامامة وهي العدالة والعلم والتقوى وعدم الاستبداد ومساواة الرعية بنفسه ولذلك فإن جميع من تولوا منصب الإمامة عند الزيدية كانوا من العلماء وإن اختلفوا في درجة علمهم وفي مستوى تطبيقهم للجانب النظري من الفكر السياسي عند الزيدية.
تشعبت الفرقة الزيدية إلى عدة فرق، وقد اختلف المؤرخون في عددها، فعدهم الاشعري ست فرق وهي الجارودية والسليمانية والبترية والنعيمية وفرقة يتبرأون من صاحبي رسول الله أبي بكر وعمر ولا ينكرون رجعة الاموات قبل يوم القيامة واخرى تولوا أبا بكر وعمر ولا يتبرأون ممن تبرئ منهما وينكرون رجعة الاموات ويتبرأون ممن دان بها وهم اليعقوبية، وحصرهم المسعودي بثماني فرق وهي الجارودية والمرئية والابرقية واليعقوبية والعقبية والابترية والجريرية واليمانية. وهذا الفرق لم يعد لها اعتبار حاليا ولم يكن لها أي تأثير كبير سابقا ، وإنما تعود لأشخاص كانوا على علاقة بالإمام زيد بن علي أو بأحد من أتباعه ، وما يروى عن هذه الفرق في بعض كتب الفرق والمذاهب يحتاج لتدقيق . على أن مصادر الفكر الزيدي قديمة وقد توفر الكثير منها مع حركة تحقيق نشطة سادت الأوساط الزيدية مؤخرا وإن بقي الكثير من تراثهم مخطوطا.
نبذة عن بعض تجمعات الزيدية التاريخية و الحالية
تمكن الزيدية من تأسيس دولة لهم في اليمن إلى ان اقصيت الزيدية عن الحكم في اليمن بحلول الجمهورية في سنة 1962 ميلادي. مثلما أقاموا دولة بطبرستان و دولة الأدارسة بالمغرب التي أسسها المولى إدريس والذي فر إلى المغرب الأقصى و هو الجد الأعلى للأشراف الأدارسة، و دولة الأخيضريين في اليمامة في العصر العباسي. كما كان منهم أشراف الحجاز ذرية الأمير قتادة بن إدريس الحسني ، و في مصر كانت توجد بعض القرى الزيدية
ـ أسباب نمــو المذهب الزيدي فتح باب الإختيار من المذاهب الأخرى.
وجــود المذهب في عــدة أماكن مختلفة متنائية الأطراف متباعدة، وكل أقليم له بيئة تخالف بيئة الأقليم الأخــر.
وجود أئمة مجتهـدين مشهــورين في كل عصــر من العصور الأولى حتى القرن الثامن الهجــري.
نجـد في كل مذهب تعصباً من معتنقيه خصوصا في القرنين الرابع والخامس، إلا المذهب الزيدي فهم الوحيدون البريئون من التعصب، فأنك تجد من معتنقيه قبولا لكل ما يكون له مستند من الشــرع.
الزيدية تضفي الشرعية على خلافة جميع الذي تقدموا علي بن أبي طالب وربما يكون هذا تأكيدا على أن الأفضل هــو أولى بالإمامة.
إنه مذهب عملي ثوري، لا يعترف بالسلبية و الإستكانة، فيرفض الظلم و يطلب العمل الإيجابي الفعال لرفع المظالم، وهنا تتشابه الزيدية مع مذهب الخوارج.
ـ من معتقدات الزيدية
حكمت الزيدية على قاتل علي بأنه كافر خالد في نار جهنم. (أطلع الغيب)
ترى الزيدية جواز الأمامة في أولاد الحسن والحسين ولا تجد مندوحة لحصرها بأولاد الحسين، ولا يعــرف الإمام عندهم سوى من شهــر سيفه، وقاتل أعــدائه ولا يميلون إلى التقية.
لا ترى الزيدية في استخلاف علي بن أبي طالب سوى النص الخفي وأنكرت البترية (الزيدية) مثل هذا النص ومن الزيدية من قال أن طريق الإمامة الإختيار أو الدعوة.
لا ترى الزيدية العصمة شرطا لصحة الإمامة.
كما تعتقد الزيدية أن المسلم إذا إرتكب كبيرة فإن ذلك لا يخرجه عن الإسلام، فهو مسلم وإن كان فاسقاً بما فعل من الكبائر والآثام أيضـــاً، وبذلك وافقوا أهل السنة وخالفوا الخوارج الإباضية.
قصــرت الزيدية الشفاعة على الرسول صلى الله عليه وأله وسلم وحــده.
ترى الزيدية بأن الله لا يوصف بالقـدرة على أن يظلم ويجــور ولا يقال لا يقــدر.
الزيدية لا تفرق بين إيمان المرء وإسلامه.
تقول الزيدية بنفى الكبائر عن الأنبياء وتجوز عليهم الصغائر بعد "أن لا تكون مستخفية مزذولة".