شيخنا العزيزعساك بألف خير ،إن شاء الله .
س ـ : ما رأيك في التطبير وفي المشق وفي ركضة طويريج ؟؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جانب الأخ العزيز مصطفى العرب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج ـ : التطبير من العادات التي صنعها النادمون على تخاذلهم وتقاعصهم عن نصرة الإمام الحسين (ع) وقد بدأت هذه العادات بعد واقعة كربلاء بخمس سنين حين تحرك من سموا أنفسهم التوابين ورفعوا شعار يا ليثارات الحسين هذا ما يظهر من الروايات التارخية. وبناء عليه فإن التطبير ليس شعيرة دينية وإنما هي عادة من العادات التي يجب الإقلاع عنها واستبدالها بالتبرع بوحدة دم عن روح الإمام الحسين (ع) بدل هدرها من غير فائدة وبذلك نكون قد عملنا بموجب أهداف الحركة الحسينية وفهمنا أن النتائج المأساوية قد صنعها الظالمون وليس الإمام الحسين (ع) وهنا الفت نظركم الى مسألة بغاية الأهمية وهي وجوب التفريق بين ما كان من أهداف الإمام الحسين (ع) وما صنعه النظام الجائر فالإمام الحسين (ع) أعلن عن أهدافه بكل وضوح فقال في بعض بيانات حركته : ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه .... وقال : لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى ومن رد علي أصبر حتى يحكم الله بيني وبينه وهو خير الحاكمين . ومن البيانات الصادرة عن القيادة الحسينية ما أعلن فيه رفضه عن مبايعة يزيد فيقول : يزيد رجل فاسق شارب للخمر لاعب بالقردة قاتل للنفس المحترمة مثلي لا يبايع مثله . وعندما حوصر الإمام الحسين (ع) في كربلاء ووضع أمام خيارين لا ثالث لهما (القتل أو المبايعة للظالم ) إختار الموت في سبيل الله دفاعاً عن القضية التي حملها ورفع شعارها من بداية الأمر وهو في المدينة وبقي ثابتاً على نفس الخطى حتى أستشهد هذه نماذج من الأهداف الحسينية التي يجب أن نركز عليها ونأخذ بها أما ما جرى في كربلاء من مآسي فهي من صنع النظام الجائر وبناء على ذلك فنحن نبكي الإمام الحسين (ع) لأنه خذل وترك في مواجهة الطغاة والجبابرة مع قلة من الرجال الأوفياء الذين ثبتوا مع إمامهم حتى الإستشهاد . ومن هنا نقول أن القتل والسبي والتمثيل بالأجساد الطاهرة كل ذلك من صنائع النظام الجائر وانطلاقاً من هذه المطالعة فإننا نقول لكل الذين يمارسون العادات المرتبطة بالنتائج لا تقلدوا المقصرين الذين ندموا على سكوتهم وتخاذلوا عن نصرة إمامهم وهو يناديهم ويطلب منهم العون لمواجهة الظالم ولم يلبوا دعوته وشاهدوا بشاعة إجرام السلطة حيث كانوا ينظرون إلى سفير الإمام الحسين (ع) مسلم بن عقيل رضوان الله عليه وهو يسحب في الطرقات بعدما كانوا قد أعطوه البيعة ثم شاهدوا رأس الإمام الحسين (ع) محمولاً على الرمح وغير ذلك من المشاهد من غير أن تتحرك حميتهم وبعد خمس سنوات من الزمن تذكروا أو استيقظوا من سباتهم وجبنهم وخمولهم وأعلنوا عن ندمهم فصاروا يضربون روؤسهم واجسادهم ورفعوا شعارهم المشهور : ( يا لثارات الحسين ) والمهم في هذا المقام أن ندرك كيف نسلك الطريق الذي انتهجه الإمام الحسين (ع) لنكون أنصاره بحق في كل مكان وزمان. أقول قولي هذا وأسأل الله تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الشيخ حسين عليان ـ لبنان بتاريخ : 23/كانون الأول/2010م