مسامحة الآخرين
جدي أبو خليل رجل كبير السن ذو هيبة ووقار ، ترتسم التجاعيد في وجهه وله لحية بيضاء كبياض الثلج ، ولا تفارق البسمة شفتيه .
أحب النظر إليه وأشعر بالسعادة كلما رأيته ، وفي كل يومٍ عندما أرجع من المدرسة أذهب إليه فيجلسني إلى جانبه وهو يقول : أهلاً- أهلاً بك يا ولدي .
جدي أبو خليل يقص عليَّ القصص الجميلة ، ويحكي ليَّ الحكايات القديمة التي يعرف أني أحبها كثيراً . ولا يفوته أن يسألني عن دروسي عندما كلما رآني .
سألني جدي اليوم عن علاقاتي برفاقي في المدرسة بطريقة مختلفة عن كل المرات السابقة ! قال لي : أخبرني يا سامر عن أحوال رفاقك في المدرسة ؟
بمجرد أن سألني هذا السؤال شعرت أنه يعرف ما جرى معي اليوم في المدرسة ، ولكنني تجاهلت الحقيقة وقلت له : لي أصدقاء كثيرون في المدرسة يا جدي ألعب معهم بالكرة والقفز على الحبل ، ونتساعد على فهم وحفظ دروسنا وأنا أحبهم وهم يحبونني .
سكت جدي قليلاً .. ثم قال لي :
كيف حال صديقك أحمد ؟
قلت في نفسي : آه الآن فهمت ماذا يقصد جدي ، ولكن من أخبره ! ومن يكون غير أختي سعاد ؟
وقبل أن جدي على سؤاله كرر قوله : هيا أخبرني لماذا سكت يا سامر ؟
فقلت في نفسي مرة أخرى سأعاقب سعاد لأنها هي الوحيدة التي أخبرت جدي ،لم ينتظر جدي طويلاً حتى قال لي : يا ولدي يجب علينا أن نسامح أصدقائنا عندما يخطئون وأن نعفو عنهم لأن الله يأمرنا بالعفو والتسامح .
أنا أعرف يا سامر أن صديقك أحمد قد أخطأ معك ولكنه إعتذر منك وأنت لم تسامحه وهذا خطأ .
يجب عليك أن تقبل إعتذار صديقك وتسامحه لأن المسامحة تملأ قلب الإنسان بالمحبة وتبعد عنه الشر ، ومن يسامح الآخرين فإن الله يكتب له الأجر العظيم ويوفقه في حياته ، والتسامح يا بني من صفات الصالحين ، وحتى يكتبك الله منهم يجب عليك أن تقبل الإعتذار وتقابله بالعفو والمسامحة .
تأثرت بكلام جدي كثيراً ، ووعدته أن أعمل بما علمني مع صديقي أحمد ومع كل إنسان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ حول الدرس :
- التسامح صفة الصالحين .
- يجب علينا أن نقبل الإعتذار ونبادله بالمسامحة .
- إن الله يحب المتسامحين .
- التسامح يصنع المحبة بين الناس .
- يجب علينا أن نسمع كلام الكبار لأنهم يرشدونا إلى الطريق الصحيح .