تابع الإمام الحسن العسكري عليه السلام نهج والده بصفته المرجع الأعلى للأمة على نفس طريق آبائه وأجداده .
عمل الإمام الحسن العسكري عليه السلام في التوعية والإرشاد وتوجيه المسلمين نحو الطريق الصحيح ، وكانت الناس ترجع اليه في قضاياها الدينية والدنيوية رغم الحصار الذي فرضه النظام الحاكم عليه .
أقدم المتوكل العباسي على سجن الإمام الحسن العسكري عليه السلام لمدة من الزمن ولكن كل هذه المضايقات والملاحقات لم تمنع الإمام العسكي (ع) من الإستمرار بالنهج الرسالي في مواجهة الإنحراف الذي كانت تتعرض له الأمة سواء كان من السلطة الحاكمة أو من الملحدين والكفار .
كان الإمام العسكري (ع) يثقف الناس على التعاليم الصحيحة التي تمكنهم من مواجهة الإنحراف الذي يتهدد الأمة ورسالتها في المقابل كانت السلطة على عادتها تغري الناس بالمال والجاه ليبتعدوا عن الإمام العسكري (ع) .
لم تفلح السلطة الحاكمة بمنع الإمام من ممارسة دوره الرسالي فكان يعلم أصحابه ويحذرهم من إتباع الملذات والشهوات الدنيوية .
كان الإمام الحسن العسكري عليه السلام يعمل بكل حذرٍ ودقة وهو يخبر أصحابه عن دور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وأن هذا الإمام سيكون آخر الأئمة الذين أوصى النبي (ص) باتباعهم ، واستطاع الإمام العسكري (ع) من إيصال الفكرة لأصحابه من غير أن يُشعر السلطات الحاكمة بالأمر حفاظاً على حياة الإمام المهدي (عج).
لم تدع السلطة الحاكمة الإمام العسكري (ع) يتمادى في جهاده ففعلت معه كما فعلت مع آبائه فأقدمت على قتله بواسطة السم في الثامن من شهر ربيع الأول سنة 260 بعد الهجرة ودفن في سامراء (بغداد ـ العراق) .
ــــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
- الإمام الحسن العسكري (ع) ولد في المدينة المنورة سنة 232 بعد الهجرة .
- عاش الإمام العسكري (ع) نفس المعاناة التي عاشها آبائه وأجداده في مواجهة ظلم النظام الحاكم .
- ملاحقة السلطة لم تمنع الإمام العسكري (ع) من متابعة مسيرته في توجيه وإرشاد الناس الى اتباع الحق .
- تعرض الإمام العسكري (ع) للملاحقة والتنكيل والسجن من قبل النظام الحاكم بقيادة المتول العباسي .
- توفي الإمام العسكري (ع) مسموماً سنة 260 بعد الهجرة ودفن في مدينة سامراء في العراق.
ــــــــــــــــــ