في قفصي طائر يغرد بحنين تارة ..
وتارة أخرى بلحن نشيد الثورة ..
أستيقظ كل صباح على آذانه
تصحبني تراتيله طيلة اليوم .
طائر أحببته كثيراً
كنت على الدوام أتفقده
أطمئن على حاله
أقدم له كل ما يحتاجه .
ذات يوم سألتُ نفسي
هل يغني الطائر ليطربني ..
أم أنه يستغيث ويستنجد
يطالب بحريته
لينطلق إلى عالمٍ رحبٍ وواسع ..
نعم هو يبحث عن حريته
حرية واسعة الأفق
أبعد من سماء الغابات والحدائق
يتمدد طموحه قبل أن يغتاله ابن الإنسان ..
قررت أن أفرج عنه ..
فتحت باب سجنه الصغير
وقلت له :
إنطلق حيث تشاء ..
غادر الطائر ليعيش حريته التي ينشد
في عالم رحب حيث السيادة المطلقة ..
هذا العصفور الصغير
أبى أن تكون حياته
أكلاً وشرباً بلا حرية .
تنبهت في هذا الوقت وقلت :
ما أعظمك أيها الطائر الأبي ..
صغير الجسد أنت
كبير النفس أنت
يا ليت بعض بني جنسي يتعلمون منك ..
فيغادرون مثلك ذل العبودية وحقارة عيشها ..
لكنهم على ما هم عليه من الطول والعرض ..
رضوا أن يكونوا أقزاماً في هذي الأرض ..
يضيقون ما وسع الله عليهم
يتركون ما يرفعهم
يختارون ما يضعهم
قد استبدلوا بالكثير القليل
فشغلهم طعام رخيص عن عز عظيم
فبئس ما رضوا به بدلا