سيدي يا أبا الحسن ..
ما زال صدى صوتك يتردد هاتفاً ..
ما لي أراكم أشباحاً بلا أرواح
وأرواحاً بلا أشباح !
نساكاً بلا صلاح
وتجاراً بلا أرباح ..
سيدي يا أبا الحسن
يتردد صوتك مرة أخرى
كأنه يخاطب أهل زماننا
لقد أخذ الباطل مأخذه
وركب الجهل مركبه
عظمت الطاغية
وقلت الداعية
صال الدهر صيال السبع العقور
وتواخى الناس على الفجور
تهاجروا على الدين
تحابوا على الكذب
وتباغضوا على الصدق
سيدي لقد تحقق ما أنت قائل
هلا أخبرتنا المزيد
عن حال الزمن العنيد ؟
يا بني ..
إذا كان ذلك
كان أهل ذلك الزمان ذئاباً ..
وسلاطينه سباعاً ..
وأوساطه أُكَّالاً ..
وفقراؤه أمواتاً..
يا بني
إذا كان ذلك الزمان
غار الصدق ..
وفاض الكذب ..
استعملت المودة باللسان ..
وتشاجر الناس بالقلوب ..
صار الفسوق نسباً ..
والعفاف عجباً ..
ولبس الإسلام لُبس الفرو مقلوباً .