قالت الثورة لأبنائها
أطيعوني .. فأطاعوها ومشوا
في منتصف الطريق
حدثوها طويلاً عن هواجسهم
قالوا لها بصراحة
نحن خائفون
كانت أصواتهم ترتجف
كلماتهم تلامس شفاههم بخوف
قالت الثورة لهم
لا تخافوا العتمة
خذوا مني زيتاً لسراجكم
وبددوا الظلمة بنور الحرية
سيروا مع الزمن مطمئنين
اطردوا الأشباح من كهف أحلامكم
شقوا أمواج الخوف بسفن الثبات
اخلعوا رداء الحزن ..
ادفنوا اليأس
حتماً ستبصروا الأمل
أطاعوها وأكملوا الدرب
خاضوا الحرب بإيمان مطلق
ثبتوا في المواجهة
طردوا من حياتهم الخوف
قدموا أغلى التضحيات
وفي نهاية المطاف
حققوا النصر
لاح في أفق حياتهم بريق الأمل
حقاً صدق وعد الثورة
ولكن الحزن المؤلم
حين وضعت الحرب أوزارها
وخمدت نارها المستعرة
وهدأت عواصفها المزمجرة
هرع الذين لم يستجيبوا لنداءها
هرع الذين سخروا من أبنائها
الذين ظلموهم وظنوا بهم الظنون
قطفها أقزام صغار
رفعوا ريات النصر
أقاموا أعراس الفرح
وفي زحمة أنغام الطبل والمزمار
مرة أخرى
قتل الأحرار والثوار