عقيدتنا بالأنبياء
الشيخ حسين عليان
النبوة سفارة ربانية إختار الله تعالى عمالها من عباده الصالحين في إنسانيتهم ، وحملهم التعاليم الهادفة لإصلاح المجتمع والفرد بعدما ضرب الإعوجاج سلوك الإنسان على الأرض …
ويعتبر إرسال الأنبياء لهذه الغاية لطف ٌمن الله عز وجل الذي لم يجعل للناس حق اختيار النبي أو تعيينه أو ترشيحه وليس لهم الخيرة في ذلك فالإختيار أمر رباني لأنه أعلم حيث يجعل رسالته ، وليس للإنسان أن يتحكم بما جاء به النبي من أحكام وسنن ربانية .
ـ حاجة الإنسان للنبوة :
الإنسان مركب من نفس ميالة للخير للشر" ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها" . وحتى يتغلب الإنسان على نوازع الشر ويتوجه لفعل الخير لا بد وأن يكون الدور الأول للعقل الذي يدرك الإنسان من خلاله حُسن الخير وقبح الشر ، إلا أن هذا العقل يبقى عاجزاً في كثيرٍ من الأمور عن إدراك المصلحة أو المفسدة وعليه فهو بحاجة إلى مرشدٍ مسدد من الله تعالى فكان هذا المرشد هو النبي .
ـ معجزة النبي وعصمته :
في عملية التبليغ والإرشاد يحتاج النبي إلى دليلٍ يكون حجة على الناس من أجل أن يصدقوا دعوته ويؤمنوا بما جاءهم به من عند الله فكان الدليل المعجزة التي زود الله تعالى بها أنبياءه في حركة دعوتهم .
ثم أن هذا النبي الذي يأمر بالخير ويطلب من الناس الإستقامة والسير على الصراط المستقيم لا يصح أن يكون مخالفاً في سلوكه لما يدعو إليه ، يعني لا يصح أن يأمر النبي بالخُلق الحسن وهو سيئ الخُلق ، ولا يصح أن يأمر بالصلاة وهو تارك لها ، ولا يصح أن يخطأ في أي مجال من مجالات الحياة ، وعليه لا بد وأن يكون النبي أفضل أهل زمانه معصوماً عن الخطأ في سلوكه وفي أدائه وتبليغه لتعاليم ربه ، والعصمة هي التنـزه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها وعن الخطأ والنسيان والدليل على وجوب العصمة هو التالي :
أوجب الله تعالى علينا طاعة النبي واتباعه بالفعل والقول ، فلو صح أن يفعل النبي الخطأ لصح لنا أو وجب علينا اتباعه في خطئه وهذا خلاف الهدف المنشود من بعثت الأنبياء ، وإن كان لا يجب علينا إتباعه فهذا ينافي أهداف النبوة التي لا بد أن تقترن بوجوب الطاعة .
ــــــــــــــــــــــ