السيدة مريم (ع) ــــــــــــ
السيدة مريم إبنة عمران هي من سلالة النبي سليمان بن داوود ، تربت على الصدق والأمانة والفضيلة ، توفي والدها وهي طفلة صغيرة فتكفل بتربيتها خالها النبي زكريا (ع) وجعل لها غرفة في بيت المقدس لأن أمها نذرت لله تعالى إن رزقت بمولودٍ ستجعله خادماً في بيت العبادة المقدس .
كانت مريم تعبد الله مخلصة له وفي ذاتٍ يومٍ ينزل عليها الملاك جبرائيل بصورة الإنسان ويخبرها أن الله تعالى سيهب لها ولداً من غير أن تتزوج .
تفاجأة السيدة مريم بهذا الخبر واستغربت كيف يكون لها ولد من غير أن تتزوج ؟!
فقال لها الملاك : إن هذا الأمر هينٌ على الله وهو على كل شيءٍ قدير ووعدها أن يكون هذا الأمر معجزة بإذن الله تعالى .
سلمت السيدة مريم أمرها لله وتوكلت عليه .
كان خالها النبي زكريا (ع) يأتي إليها وهي في بيت العبادة ليقدم لها الطعام فيجد عندها ما تحتاج إليه ، فيسألها : يا مريم من جاء لك بهذا الطعام ؟
كانت تقول له :
( هذا من عند الله ).
وبعد أن أتمت السيدة مريم (ع) حملها وحان وقت الولادة خرجت من بيت العبادة وهي حائرة ماذا تفعل ؟
ولكن الله عز وجل الذي تكفل برزقها وجعلها مركزاً لمعجزةٍ عظيمة سهل عليها الأمر وأخرج لها من الأرض ماءً وقال لها هزي النخلة لتنزل عليك الرطب فكلي منها واشربي من هذا الماء ولا تخافي ولا تفزعي فإن الله معك .
وضعت السيدة مريم مولودها المعجزة وأمرها الله تعالى أن تعلن الصيام عن الكلام إذا رأت أحداً من الناس .
حملت مريم إبنها وذهبت به إلى قومها .
لما شاهدوا الطفل على يديها صاروا يوبخونها ويقولون لها : يا مريم من أين أتيتي بهذا الطفل ! وكيف حملت به وليس لك زوج ! أنت إبنة الأنبياء ، أنت من بيت الأطهار، وبينما هم يقولون لها كذلك أشارت إلى الطفل من غير أن تتكلم وكأنها تقول لهم إسألوه فهو يرد عليكم ويخبركم !
عندها إزداد قومها غضباً واعتبروا أن مريم تسخر منهم وتستهزئ بهم وقالوا :
كيف نكلم طفلاً صغيراً ما زال لا يعرف من الدنيا شيئاً وهو لا يستطيع الكلام !
إلا أن الله تعالى بقدرته العظيمة أنطق الطفل الصغير وهو على يدي أمه ، وقال لهؤلاء الذين يلومونها : أيها الناس أنا عبد الله وهذه أمي مريم وجعلني الله تعالى معجزة واختار أمي لحملها ، أيها الناس إن الله أعطاني العلم وجعلني نبياً مباركاً وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً .
فلما سمع الناس الطفل يتكلم ذهلوا وعرفوا أن مريم لم تخطئ ولم تذنب ولم تخرج عن طاعة الله تعالى .
هكذا كانت المعجزة العظيمة التي حملتها سيدتنا مريم (ع) التي أخلصت لله وأطاعته ولم تخالف أمره وصبرت كما أمرها الله تعالى .
بعد ذلك حملت السيدة مريم (ع) طفلها وذهبت به إلى مصر حيث بقيا فيها إثنتي عشرة عاماً ثم عادوا إلى الناصرة في فلسطين .
وعندما بلغ عيسى (ع) سن الثلاثين بعثه الله تعالى نبياً للناس ، وبعد مبعث النبي عيسى بعامين توفيت والدته السيدة مريم (ع) ، ودفنت في الكنيسة المعروفة اليوم باسم الجسمانية .
أما النبي عيسى (ع) فما زال حياً إلى يومنا هذا ولكنه غائب عن الأنظار بأمر من الله تعالى الذي رفعه من بين اليهود حتى لا يعذبوه ويصلبوه .
حول الدرس :
- السيدة مريم هي إبنة النبي عمران واسم أمها حنة .
- َولدت حنة مريم بعد أن نذرت لله أن يرزقها ولداً فاستجاب لها ورزقها بالسيدة مريم .
- توفي والد مريم وهي طفلة صغيرة فتبنى تربيتها خالها النبي زكريا (ع) .
- بشر جبرائيل مريم بأن الله سوف يرزقها ولداً من غير أن تتزوج .
- تعجبت مريم من كلام جبرائيل فرد عليها وقال : هذا الأمر على الله هين .
- حملت مريم بولدها عيسى ، وبعد أن وضعت حملها إستنكر قومها ووجهوا لها اللوم ، فتكلم طفلها وأخبرهم بأنه معجزة سوف يرسله الله نبياً للعالمين .
- آمن أهل مريم عندما سمعوا الطفل يتكلم .
- ذهبت مريم إلى مصر ومعها طفلها وبقيا هناك إثنتي عشرة سنة .
- عادت مريم ومعها إبنها إلى الناصرة في فلسطين .
- أرسل الله عيسى (ع) نبياً عندما بلغ الثلاثين من عمره، وتوفيت والدته بعد ذلك بعامين .
- دفنت السيدة مريم في كنيسة الجسمانية كما تعرف بهذا الإسم في أيامنا هذه .
- النبي عيسى (ع) ما زال حياً بإذن الله تعالى …
** إضغط هنا لتنتقل مباشرة الى صفحة الحوار الملتزم فيس بوك