إنتقلت المسؤولية المباشرة إلى الإمام علي الرضا عليه السلام الذي بدأ عمله بعد وفاة والده الذي رافقه في محنته الطويلة والصعبة بين الحصار والإعتقال والسجن حتى الموت ، كل هذه المراحل عاشها الإمام الرضا(ع) ليتحمل بعدها أعباء تكملة المسيرة بنفس الحماس والشجاعة الذي كان عليه من سبقه من آباءه وأجداده . واستطاع الإمام الرضا(ع) من شق طريقه رغم المضايقات التي تعرض لها وصار له شعبية كبيرة بحيث صارت الناس تنظر له على أنه المرجعية العليا للأمة .
هذا الأمر جعل السلطة العباسية الحاكمة تخاف من إمتداد شعبية الإمام علي الرضا عليه السلام خاصة في زمن المأمون العباسي الذي كان يحاول أن يضع حداً لتحركه تمهيداً لفصله عن قواعده الشعبية ، استخدم المأمون لتحقيق هدفه كل الوسائل والأساليب ، عندما يأس من الوصول الى هدفه طلب من الإمام علي الرضا عليه السلام أن يتسلم ولاية العهد .
رفض الإمام الرضا عليه السلام في البداية عروض المأمون وكان حذراً ومتنبهاً لمخططات السلطة العباسية ، ونتيجة للضغط الذي مارسه المأمون وافق الإمام علي الرضا عليه السلام على القبول بولاية العهد .
رغم كل المحاولات التي قام بها المأمون لم يفلح في عزل الإمام الرضا عليه السلام عن المؤيدين والأنصار الذين كانوا ينظرون إليه على أنه أعلم أهل زمانه ولم يبقَ أمام المأمون إلا خياراً واحداً وهو قتل الإمام الرضا(ع) وبالفعل هذا ما حصل فقد وضع له السم في شرابه مما أدى الى وفاته .
ـــــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
- ولد الإمام علي الرضا (ع) في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 148 للهجرة في المدينة المنورة .
- عاش الإمام الرضا (ع) كل المحن والصعوبات التي عصفت بوالده
- التفت الناس حول الإمام الرضا (ع) وصاروا يتعاطون معه كأعلى مرجعية في الأمة .
- خاف المأمون ونظامه من إمتداد شعبية الإمام الرضا (ع) وصاروا يحاربونه بمختلف أساليب الحصار والضغط لفصل علاقته بالناس .
- فشل المأمون العباسي من قطع الطريق على الإمام الرضا (ع) فقتله بواسطة السم في آخر شهر صفر سنة 203 للهجرة .
- دفن الإمام الرضا (ع) في أرض طوس (مدينة مشهد الإيرانية) .
ـــــــــــــــ