تابع الإمام موسى الكاظم عليه السلام دور والده في إرشاد الأمة وتوجيهها وإعداد العلماء وتأهيلهم ليتمكنوا من حمل الرسالة الإسلامية وتبليغها في مواجهة الإنحراف والفساد الثقافي والسلوكي الذي كانت الأمة تعاني منه.
كان العلماء الذين تتلمذوا في مدرسة والده الإمام جعفر الصادق عليه السلام يقصدونه ليأخذوا منه التعاليم وليجيبهم على الأسئلة الصعبة التي لا يقدرون على حلها .
كان الإمام موسى الكاظم عليه السلام حذراً في تحركاته وكلماته حفاظاً على حياته وحياة أصحابه الذين كانوا تحت مراقبة النظام الحاكم بأمرة المنصور الدوانيقي الذي كان يمارس القتل والتعذيب والتشريد بحق أصحاب أهل البيت وأتباعهم .
بعد موت المنصور إنتقلت الإمرة إلى ولده المهدي الذي كان في بداية حكمه أفضل من أبيه في معاملة أهل البيت ومحبيهم ، ولكنه عاد ليمارس أسلوب الملاحقة والضغط فاستدعى الإمام موسى الكاظم عليه السلام إلى بغداد وسجنه مدة من الزمن ثم أطلق سراحه بعد ذلك .
بعد المهدي بن المنصور إنتقلت الخلافة إلى الهادي ... الذي مارس أشرس أنواع التعذيب والتنكيل بالإمام الكاظم ومحبيه من جمهور المسلمين ، لم يلبث الهادي ... في الحكم طويلاً فتولى هارون الرشيد الإمرة بعد موته وكان كمن سبقه من حكام بني العباس يمارس نفس الأساليب في الإرهاب والتنكيل بالإمام الكاظم عليه السلام وبأصحابه وأتباعه .
يأس هارون الرشيد من ملاحقة الإمام الكاظم عليه السلام ولم يجد طريقاً للتخلص منه بعد أن وجد الناس تلتف حوله فوضعه في السجن سنواتٍ طويلة إلى أن مات الإمام الكاظم عليه السلام وهو في سجن هارون الرشيد .
ــــــــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
- ولد الإمام موسى الكاظم (ع) في السابع من شهر صفر سنة 128 هجرية وتوفي في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183 هجرية .
- عاصر الإمام الكاظم (ع) أربعة من خلفاء بني العباس هم : المنصور – المهدي – الهادي وهارون الرشيد .
- مارس الخلفاء العباسيون أقصى أنواع التنكيل والتعذيب بحق الإمام الكاظم (ع) وبحق أصحابه ومحبيه .
- سجن الإمام الكاظم (ع) لدى السلطة الحاكمة أكثر من مرة وأطلق سراحه ، وأخيراً سجنه هارون الرشيد إلى أن مات وهو في السجن ودفن في الكاظمية في بغداد .