تابع رائد متابعة حثيثة القراءة في التاريخ الإسلامي ليتعرف على مزيد من أحداث الماضي ويستفيد منه .
اليوم يتعرف رائد على أحداث معركة خاضها المسلمون بقيادة النبي (ص) دفاعاً عن الرسالة الإلهية ، وهذه المعركة كان بطلها الإمام علي بن أبي طالب (ع) وقد سميت ( بالأحزاب) أو (الخندق) وإسم الأحزاب نسبة للتحالف بين الأحزاب ضد المسلمين ، وإسم الخندق نسبة للخندق الذي أمر النبي (ص) بحفره حتى لا يتمكن الأعداء من الهجوم على المسلمين .
في هذه المعركة وقف عمرو بن ود العامري وهو من أهم فرسان المشركين يتحدى المسلمين بعد معركة إستمرت لعدة أيامٍ لم يتمكن المشركون خلالها من تحقيق أهدافهم .
كان عمرو يصول ويجول وهو يقول بلهجة التحدي : هل من مبارز ؟ هل من مبارز ؟
إلتفت النبي (ص) إلى أصحابه وقال : من لعمرو وأنا أضمن له من الله تعالى الجنة .
وقف الإمام علي (ع) وقال : أنا له يا رسول الله .
كان عمرو في هذه الأثناء يكرر تحديه للمسلمين مفتخراً بقوته ويتوعد ويسخر وهو يقول : أفلا يبرز إليَّ رجل ……؟
عندها سمح النبي (ص) لعلي بالمبارزة وأعطاه سيف ذو الفقار وألبسه درعه ثم قال : ( اللهم هذا أخي وابن عمي فلا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ).
إنطلق الإمام علي (ع) إلى المعركة بقلب لا يعرف الخوف ولا الجبن والنبي (ص) يردد قوله : ( إلهي لقد برز الإيمان كله إلى الشرك كله ).
إلتقى الإمام علي (ع) مع فارس المشركين عمرو العامري ، ودار بينهما الحوار التالي: الإمام علي (ع) : يا عمرو أدعوك إلى أمور ثلاثة ...
فقال عمرو : ما هي يا علي ؟
علي (ع) : أدعوك إلى الإسلام .
عمرو : لا حاجة لي بذلك ..
الإمام علي (ع) : أدعوك إلى الرجوع من حيث أتيت .
عمرو : أتريد يا علي أن تتحدث عني النساء وتقول أني جبنت !
الإمام علي (ع) : إذاً أدعوك إلى البراز .
عمرو : إني أكره أن أريق دمك يا علي لأن أباك كان صديقاً لي .
الإمام علي (ع) بقوة الأبطال : ولكني أحب أن أريق دمك .
ولما سمع عمرو هذا الكلام غضب وهجم على الإمام (ع) إلا أن الإمام (ع) كان منتبهاًً ورد هجوم عمرو ببسالة وشجاعة ، ثم ضربه ضربة شديدة فسقط إلى الأرض قتيلاً .
غطى الغبار ساحة القتال وما إن إرتفع وجلي المكان رأى المسلمون علياًًًًًًًًًًًًًًًًًًًََ (ع) جاثماً على صدر عمرو ، فعلت الأصوات ( الله أكبر – الله أكبر ) .
عاد الإمام علي (ع) إلى رسول الله (ص) مستبشراً فقال النبي (ص) :
( ضربة علي (ع) يوم الخندق تعادل عمل الثقلين إلى يوم القيامة ).
ـــــــــــــــــــــــــــ
حول الدرس :
- إجتمع الكفار والمشركون وألفوا أحزاباً لمحاربة المسلمين والقضاء عليهم .
- أمر النبي (ص) بحفر خندق كبير لمنع المشركين من تحقيق النصر على المسلمين .
- إستجاب المسلمون للنبي (ص) ودارت معركة شديدة بينهم وبين المشركين ولم يتمكن المشركون خلالها من تحقيق شيء .
- تحدى عمرو بن ود العامري المسلمين وقال : هل من مبارز .
- طلب النبي من أصحابه أن يتصدوا لمبارزة عمرو ، لم يستجب لنداء النبي (ص) إلا علي بن أبي طالب (ع) .
- أذن النبي لعلي (ع) بالبراز الذي استطاع من أن يهزم عمرو ويقتله .
ـــــــــــــــــــــ