الإمام الصادق (ع) ـ بقلم الشيخ حسين عليان ـ للمرحلة المتوسطة
مكان وتاريخ الولادة : المدينة المنورة 17 ربيع أول 83 هـ . اسم الأم : أم فروة . تاريخ الوفاة ومكان الدفن : 25 شوال 148 هـ البقيع في المدينة المنورة .
إنتقلت المسؤولية إلى الإمام جعفر الصادق (ع) بعد وفاة والده الإمام محمد الباقر (ع) في ظروفٍ سياسية وثقافية صعبة حيث كانت موجات الفساد تجتاح الأمة على أكثر من صعيد ، مضافاً الى الإبتعاد الفكري والتوجيهي عن الرسالة الإسلامية وهذا الأمر جعل الإمام يعمل وبكل قوة كي لا يؤدي هذا الشيء إلى الإنحراف المطلق للأمة وبذلك يكون الإمام الصادق (ع) قد سلك طريق المواجهة على خطين :
الأول : مواجهة الإنحراف الفكري والسلوكي .
الثاني : مواجهة تعسف السلطة .
بدأ الإمام الصادق (ع) يمارس دوره الرسالي كأعلى مرجعية دينية تربط المسلمين بسنة رسول الله (ص) في فترة مؤاتية للعمل حيث أن النظام الأموي الذي كان يضع العراقيل أمام آباء وأجداد الإمام الصادق (ع) بدأ الشلل يضرب جسمه وأجهزته وفي الوقت نفسه كانت الدولة العباسية في بداية ولادتها وهذا يعني أن مجال التحرك كان ممكناً، فهذا الإنشغال لدى أهل الحكم من الأمويين والعباسيين مكن الإمام الصادق (ع) من التحرك الثقافي ، إلا أن عملية الإصلاح والتغيير في المجتمع لم تكن بالمسألة السهلة حيث أن الإمام الصادق (ع) كان يرى أن عملية التغيير تحتاج إعدادٍ مسبق للأمة على أكثر من صعيد :
1- بناء مجتمع رسالي يؤمن بالإمام الصادق (ع) كأعلى مرجعية .
2- تأهيل ذهنية الأمة على المستوى الفكري والعقائدي .
3- بناء الكادر الذي يحتاجه في عملية الإصلاح .
وبناءً على هذه المتطلبات بدأ الإمام الصادق (ع) بإعداد جيلٍ رسالي قادر على تحمل المسؤولية في مواجهة الأحداث .
ـ عملية الإعداد والتوجيه :
نجح الإمام الصادق (ع) في توجهه الذي انصب على بناء الكادر العلمائي وقد ارتفع عديد طلابه الى المئات من الذين كانوا يأتون إليه ليتلقوا الدروس عنده ثم يعمدوا إلى نشرها في المجتمع الإسلامي ، ويروى أن دروس الإمام الصادق (ع) تجاوزت تعاليم الرواية والحديث إلى ما هو أبعد من ذلك ، فقد كان العالم الكبير جابر بن حيان أحد خريجي مدرسة الصادق (ع) ، وقد ذكر بعض الرواة أنه عاين في درس الإمام الصادق (ع) أكثر من تسعمائة شيخ كلهم يقول : حدثني جعفر بن محمد الصادق(ع) ، وهذا يؤكد أن فكرة البناء الثقافي لإجراء التغيير والإصلاح في المجتمع هي الأنسب والأصح ، ولكن الذي حصل أن السلطات الحاكمة إعتبرت أن الحركة الثقافية التي يقوم بها الإمام الصادق (ع) تشكل خطراً يداهم وجودها ويهدد كيانها .
كان الحاكم في تلك المرحلة ثاني ملوك بني العباس المنصور الدوانيقي الذي اتخذ قراراً نهائياً بمصادرة دور الإمام الصادق (ع) ومحاصرته وقطع الطريق عليه لأن حركة الوعي التي نتجت عن دور الإم الصادق وجد فيها قوة قد تطيح بجبروت السلطة الحاكمة .
ــــــــــــــــــــــــ